اعتبرت مجلة "تايم" الأمريكية، أن التحذيرات شديدة اللهجة التي خرجت على لسان الرئيس الأمريكي- باراك أوباما، حيال إمكانية قيام النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد مواطنيه، قد زاد من التكهنات بشأن دخول الحرب الأهلية الدموية في سوريا مرحلتها الأخيرة في حال استخدام دمشق لهذه الأسلحة.
واستهلت المجلة الأمريكية تقريرها -الذي بثته على موقعها الإلكتروني- بالقول بأن "النظام السوري يستخدم حالياً غاراته الجوية ومدفعيته ضد الأحياء التي يتمركز داخلها الثوار في العاصمة دمشق، وذلك بعد أن فقدت قواته السيطرة على مساحات شاسعة في شمال سوريا وشرقها".
وأضافت "المجلة" أن نظام الرئيس- بشار الأسد، قد امتنع عن استخدام أسلحة الدمار الشامل طوال اثنين وعشرين شهراً من الصراع ، حيث يعي أن قيامه بذلك قد يجبر القوى الأوروبية المعارضة له على التدخل.
وأشارت "المجلة" إلى أن مقاتلي المعارضة السورية، قد حققوا مكاسب هائلة خلال الشهر الماضي، فضلاً عن تدعيم مدفعيتهم وامتلاكهم أنظمة صواريخ "أرض - جو" مما مكنهم من إسقاط طائرتين لقوات النظام السوري باستخدام صواريخ "سام" خلال الأسبوعين الماضيين، الأمر الذي يشير إلى أن بعض مجموعات مقاتلي المعارضة أصبح لديها من الوسائل ما يؤهلها لصد الغارات الجوية لقوات النظام.
ونوهت "المجلة" إلى أنه على الرغم من حالة الكر والفر التي تشهدها المواجهات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام، إلا أنه ربما لا يزال الأمر مبكراً للجزم باقتراب نهاية الحرب الأهلية، التي استمرت طيلة 22 شهراً وراح ضحيتها أكثر من 30 ألف شخص، حيث لا تزال قوات النظام تمتلك أفضلية تسليحية عن مقاتلي المعارضة.
ورأت المجلة أن مقاتلي المعارضة، قد نجحوا في إجبار قوات النظام على التخلي عن مواقع نائية شديدة الأهمية تشمل جزء كبيراً من الحدود السورية المشتركة مع العراق وتركيا، وكذا حقول البترول شرقاً، لافتة إلى أن نظام الأسد لم يعد يحكم قبضته بشكل كامل على سوريا.
واعتبرت "المجلة" أن فشل نظام الأسد في تدمير معاقل مقاتلي المعارضة أو تقليل حجم مكاسبهم خلال الصراع الذي استمر طيلة عامين، يشير إلى أن استعادته السيطرة الكاملة على سوريا ربما يكون أمراً بعيد المنال.
ونقلت "المجلة" تصريحاً للمبعوث الخاص للأمم المتحدة لدى سوريا- الأخضر الإبراهيمي، حذر فيه من أن غياب الحل السياسي عن طريق المفاوضات، قد يجعل سوريا دولة "تسودها الفوضى"، وتستبدل فيها المؤسسات الحكومية بغياب القانون وانتشار السرقة وتجارة المخدرات وتهريب الأسلحة، والأسوأ من ذلك هو استمرار الوجه القبيح الذي تظهره الصراعات الطائفية.