تستضيف العاصمة البريطانية لندن، يوم الاثنين المقبل، مؤتمرًا دوليًا حول الصومال، يستمر لمدة ثلاثة أيام، ويترأس وفد مصر في المؤتمر السفير علي الحفني، نائب وزير الخارجية للشئون الإفريقية. وقال السفير علي الحفني، في تصريحات للمحررين الدبلوماسيين، اليوم الخميس: "إن بريطانيا تستضيف المؤتمر بهدف الاتفاق على أجندة أو برنامج للنشاط الذي سيندرج في إطاره إعادة بناء الصومال والنهوض به، خاصة وإن هناك استقرارًا حاليًا ووجود برلمان وحكومة"، مشيرًا إلى أن "المؤتمر يسعى للنظر في المجالات التي يمكن بها مساعدة الصومال على إعادة بناء دولته".
ويركز المؤتمر على عدة محاور منها، مكافحة العنف الجنسي، وتدريب الجيش والشرطة، وتقديم إمكانيات لاستعادة دورهما، للمحافظة على الأمن والاستقرار داخل الصومال.
ومن المنتظر، أن يرأس المؤتمر رئيس وزراء بريطانيا، ديفيد كاميرون، والرئيس الصومالي حسن شيخ، بمشاركة العديد من الهيئات الدولية والإقليمية والعديد من الدول؛ لدراسة ما الذي يمكن تقديمه والاعتماد على دور الأممالمتحدة ومؤسسات التمويل الدولية، وبصفة خاصة البنك الدولي.
وحول إمكانية قيام مصر بتنظيم دورات تدريبية للدبلوماسيين الصوماليين، قال: "إن لدينا مجالات كثيرة لمساعدة الصومال ومنها تدريب الكوادر في المجالات الدبلوماسية والقضائية والتعليمية والبرلمانية والإعلامية والصحية والمرأة".
وأوضح، أن "مصر ستؤكد في المؤتمر استعدادها لتقديم كل الكوادر والخبرات المصرية بما لديها من تجارب متراكمة لمساعدة الصومال في مرحلة إعادة البناء ليس فقط على مستوى مقديشيو العاصمة بل في كل الصومال".
وشدد على أن "الصومال لا يمكن أن تبنى الصومال نفسها من جديد بمفردها فهناك مسئولية على المجتمع الدولي كله"، مشيرا إلى أن "هناك تفكيرا في مسألة التعاون الثلاثى مع طرف آخر كمنهج لإعادة بناء الصومال".
وقال: "إن مصر لديها من الإمكانيات الفنية ما يكفى للإسهام في هذا المجال وبناء القدرات والكوادر الصومالية، وهناك تنسيقا بين الجهات والوزارات المصرية المختلفة لتأهيل الكوادر الصومالية لتسلم إدارة البلاد".
وأكد، أن "مصر تتعامل مع الصومال كبلد واحد وشعب واحد، ونحن حريصون على التكامل الإقليمي للصومال، فهي دولة عربية إفريقية تقع في مدخل باب المندب ويهمنا استقرارها كما أن هناك علاقات تاريخية قديمة معها".
وشدد على أن "مصر لم تغب أبدًا عن الصومال، وشاركت في كافة الفاعليات والمؤتمرات الخاصة بالصومال على مدى السنوات الماضية، وتحاول الإسهام في إعادة الأمن والاستقرار للصومال مرة اخرى وهناك التزام مصرى تجاه الصومال كدولة عربية افريقية كما ان هناك ارتباطا مصريا بإفريقيا منذ فجر التاريخ وهناك رغبة لدى شعب مصر الآن لتعميق علاقاته الإفريقية".
وأشار إلى أن "أحد الشعارات التى رفعتها ثورة يناير هى ضرورة تكثيف الاهتمام بالشأن الإفريقى وتعزيز دور مصر وبالتالى فهو موضوع يقع فى دائرة اهتمام مصر شعبيا وحكوميا، وتلك العلاقات المصرية الإفريقية ليست من طرف واحد، بل هى فى اتجاهين، لأن عودة الصومال يصب فى مصلحة الأمن الإقليمي للمنطقة".
وأضاف السفير على الحفنى، نائب وزير الخارجية للشئون الإفريقية، أن "مصر لا تميز فى علاقاتها بين منطقة إفريقية أو بين دولة إفريقية وأخرى وهى مهتمة بتقوية علاقاتها مع كل الدول الإفريقية".