قال باحثون، اليوم الأحد، إن العلماء اكتشفوا طريقة أخرى لعمل كلى- للفئران على الأقل- يمكنها القيام بكل ما تقوم به الكلية الطبيعية وهى خطوة نحو إنقاذ أرواح الآلاف وجعل التبرع بالأعضاء مسألة عفا عليها الزمن. وتطلق أحدث كلى منتجة فى المعمل سباقا فى مجال الطب التعويضى المزدهر الذى يهدف إلى إنتاج أعضاء بديلة وأجزاء بشرية أخرى.
وتتنافس عدة معامل على تطوير أكفأ الطرق لإنتاج الأعضاء الأكثر فعالية من خلال تقنيات مستقبلية مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد التى أنتجت بالفعل كلية بالمعمل تقوم بدورها فى فئران المعامل أو من خلال "مفاعل بيولوجى" يغرس ببطء خلايا فى الإطار الأساسى لكلية كما فى أحدث دراسة.
وتجرى عمليات زرع كلى لحوالى 18 ألف مريض أمريكى سنويا لكن هؤلاء لا يضمنون انتهاء مشاكلهم. وفى حوالى 40 فى المئة من الحالات تفشل الكلى المزروعة خلال عشر سنوات؛ مما يؤدى للوفاة فى الأغلب.
وقال هارالد أوت من مركز الطب التعويضى فى مستشفى ماساتشوستس العام فى بوسطن، إنه إذا أمكن الوصول بما نجح فى الفئران ليكون "طعوما ذات حجم بشرى" فحينئذ سيكون باستطاعة المرضى المنتظرين لكلى من المتبرعين "نظريا تسلم أعضاء جديدة مشتقة من خلاياهم أنفسهم".
وقاد أوت فريق البحث الذى نشر فى الطبعة الإلكترونية لمجلة نيتشر ميديسن وسيقلل ذلك إلى أدنى درجة خطر رفض الكلى المزروعة وسيوفر المزيد من الأعضاء.
وبدأ أوت وفريقه بكلى من 68 فأرا واستخدموا منظفا لإزالة الخلايا الحقيقية. وبذلك تبقى "إطار الكلية" وهو إطار هيكلى ثلاثى الأبعاد يتألف من بروتين الكولاجين الليفى، بالإضافة إلى كل مسالك الكلية من الحالب إلى أوعية الترشيح.
ويغرس العلماء حينئذ فى ذلك الإطار خلايا كلوية من فئران حديثة الولادة وخلايا مبطنة لأوعية الدم من متبرعين بشر. ولضمان أن كل نوع من الخلايا يذهب إلى المكان السليم يغرس العلماء الخلايا الوعائية عبر شريان الكلية وهو جزء من الإطار ويغرسون الخلايا الكلوية عبر الحالب.
وبعد ما بين ثلاثة إلى خمسة أيام يكون لدى العلماء الكلى التى أنتجوها بالهندسة البيولوجية.
وحين وضعت الأعضاء فى جهاز مثل جهاز الغسيل الكلوى الذى مرر الدم من خلالها رشحت الكلى المخلفات وفرزت البول.
وقال أوت ورفاقه، إن الاختبار الحقيقى جاء حين زرع العلماء الكلى فى الفئران التى كانت كلية واحدة أزيلت منها. ورغم أن الكلى المنتجة فى المعمل ليست فى كفاءة الكلى الحقيقية إلا إنها قامت بعمل جيد.
وقال أوت، إنه يعتقد أن استخدام أنواع مختلفة من الخلايا لبناء كلية على الإطار الهيكلى الأولى يمكن أن يكون أكثر فعالية؛ لأن عدم نضج الخلايا الكلوية التى استخدموها ربما منع الكلية الصناعية التى زرعوها من العمل بكفاءة مثل الكلية الطبيعية.
ورغم أن التقنية تتطلب توفر كلية بشرية للحصول على الإطار الهيكلى فليس من اللازم أن تكون فى حالة تشغيلية جيدة مثل تلك التى يجرى زرعها.
وقال أتالا "سيتيح لك ذلك إمكانية الاستفادة من الكلى المقدمة للتبرع التى كانت سيتم تجاهلها لولا ذلك ربما؛ لأن بها التهاب فيروسى أو مرض آخر.
لكن أتالا نفسه يمضى قدما فى استخدام الطباعة الثلاثية الأبعاد. واستخدم هو ورفاقه تلك التقنية ليس فقط لصناعة كلى وإنما أيضا لصناعة أكباد صغيرة أمكن لدى زرعها فى فئران معمل أن تنتج اليوريا وتقوم بالتمثيل الغذائى للعقاقير مثل الكبد الطبيعى.
وهم يحاولون الآن تحقيق إنجاز أصعب بإنتاج كلى أكبر فى حجم كلى الخنزير كخطوة على طريق إنتاج كلى بشرية.