«لا صوت يعلو على السياسة فى برامج التوك شو الصباحى رغم أن مهمتها الأساسية فى الغرب التركيز على مضمون ذات أبعاد اجتماعية وترفيهية»، بهذه الكلمات تحدث الخبير الإعلامى ياسر عبدالعزيز منتقدا غياب الأجندة الخاصة عن البرامج الصباحية وخروجها كنسخة مبيتة من البرامج المسائية. ويرى عبدالعزيز أن برامج «التوك شو» الصباحية، التى وصل عددها إلى نحو 7 برامج على الأقل، منحت السياسية مساحة كبيرة وباتت مكانا لمناقشة نفس القضايا التى طرحتها البرامج المسائية، وهو ما يعتبره ابتعادا عن رسالة البرامج الصباحية فى دول الغرب التى تقدم مضمونا ذات أبعاد اجتماعية وترفيهية لتناسب طبيعة المشاهد فى تلك الفترة، وتقابل احتياجات الجمهور ذات الطبيعة المختلفة عن جمهور المساء.
وفى معرض مقارنته لتلك البرامج فى مصر والدول الغربية كذلك أوضح أن برنامج مثل «صباح الخير يا مصر» سيطر عليه المنحى الإخبارى وتحول إلى ما يشبه المجلة الإخبارية صباحية وليس برنامج «توك شو»، معتبرا أن ذلك أفقد تلك البرامج الطابع الجمالى والابتكارى والترفيهى.
ونصح عبدالعزيز القائمين على تلك البرامج بانتهاج سياسية مختلفة بأن يشمل التوك شو الصباحى «على الجانب غير الإخبارى من الحوار، وأن يركز على زوايا الحياة وهموم ومفارقات إنسانية لظواهر ثابتة لكنها تحمل الكثير من العبر، حيث تسهم المعالجة هنا فى اهتمام الجمهور».
وأضاف الخبير الإعلامى «على تلك البرامج أن تتجه للجوانب الإجتماعية والترفيهية والثقافية، وأن تعالج قضايا غير تلك التى تزدحم بها الفضائيات فى فترة المشاهدة المسائية، بحيث تنفتح على شرائح مختلفة من المصادر والضيوف وتتجه لإجراء تقارير ميدانية أكثر التصاقا بالجمهور».
كما انتقد عبدالعزيز كذلك اعتماد أغلب البرامج الصباحية على مذيعين من النجوم لتقديمها ما جعلها تشبه كذلك البرامج المسائية، وبالتالى تصبح المنافسة صعبة: لأنها لا تقدم جديدا بل تقدم نفس قصص اليوم السابق ونحن فى مجتمع يسهر كثيرا ويستيقظ متأخرا، وهو ما يجعل برامج التوك شو الصباحية تواجه مشكلة فى استهداف الشريحة المناسبة».
بدوره يرى دكتور عادل عبدالغفار، كلية الإعلام جامعة القاهرة، أن برامج «التوك شو» يجب أن تكون «خفيفة وسريعة» لأن الجمهور فى تلك الفترة لا يملك الكثير من الوقت، كما أنها يجب أن تختلف عن البرامج المسائية، حيث من الممكن أن يكون الجزء الإخبارى بها مجرد عناوين سريعة ومكثفة.
عبدالغفار لا يجد أى اختلاف بين البرامج الصباحية والمسائية من حيث امتلائها بالصخب السياسى، مطالبا القائمين عليها بتحقيق مجموعة من الشروط سعيا لنجاحها أولها التنوع فى الفقرات المقدمة وأن تشمل كل المجالات، وأيضا سرعة الإيقاع أى السرعة فى عرض المواضيع، فضلا على الشمول والتركيز على العناوين المهمة.