«السكر المخزون بالإضافة لإنتاج الموسم الحالى يكفى احتياجات مصر حتى ابريل من عام 2014، وتواجه الشركات خطر الانهيار بسبب منافسة المستورد»، حسب عبدالحميد سلامة، رئيس شركة الدلتا للسكر، الذى لخص أزمة هذه الصناعة المستمرة منذ أكثر من عام. واضاف سلامة أن إجمالى السكر الذى سيتوافر فى مصر حتى نهاية الموسم الحالى سيصل إلى 1.35 مليون طن، منها نحو 250 ألف طن مخزون لدى مصانع السكر من البنجر من الموسم الماضى، إضافة إلى نحو 1.1 مليون طن للموسم الحالى، ويصل استهلاك المصريين من السكر الحر شهريا إلى 110 آلاف طن، وهو ما يعنى أن السكر يكفى الاحتياجات حتى شهر ابريل من عام 2014، لكن استمرار عمليات الاستيراد بشكل عشوائى سيؤدى إلى استمرار تراكم المخزون، وسيزيد الامر سوءا إذا لم تمدد قرار فرض رسوم إغراق والذى اقتربت مدته من الانتهاء.
وكانت الحكومة قد قامت فى شهر نوفمبر الماضى بفرض رسوم إغراق على السكر المستورد بنسبة 17% أو ما يوازى نحو 500 جنيه على الطن كحد أدنى، وذلك لمدة 6 أشهر، ورغم أن سلامة يشكك فى تنفيذ هذا القرار ودلل على ذلك باستمرار الاستيراد بكميات كبيرة تهدد الإنتاج المحلى، لكنه يطالب بمده لفترة أطول.
وتنتج مصر نحو مليون طن من قصب السكر فى شركة السكر والصناعات التكاملية، وتخصص جميعها للبطاقات التموينية المدعومة، بالإضافة إلى نحو 300 ألف سكر خام تقوم الشركة باستيرادها وتكريرها فى مصانعها لنفس الغرض، كما يتم إنتاج مليون و100 ألف طن من البنجر تنتجها 5 شركات هى الفيوم والنوبارية والدقهلية والنيل اضافة إلى الدلتا، وتحتاج لتغطية الاستهلاك المحلى 700 ألف طن اخرى، وقال سلامة إنه لا بد من تقنين الاستيراد وحصره فى الكميات التى تحتاجها البلد» هذا يحمى النقد الأجنبى والمصانع التى تعانى من دفع تكلفة الإنتاج عبر قروض مرتفعة التكلفة وتصل إلى 13%»، واتهم سلامة إحدى الشركات العربية الموجودة فى السوق بإغراقه حيث تستورد كميات كبيرة وتقوم بتكريرها فى مصانعها، «ورغم أننى تقدمت عن كل مصانع السكر من البنجر بشكاوى لكل الجهات الحكومية لحل هذه الأزمة فإننا لم نجد أى استجابة حتى الآن»
وقال إن مصانع السكر فى مصر تدعم المزارعين من خلال الأسعار المميزة التى تمنحها إياهم مقارنة بالدول الأخرى، فسعر طن البنجر يزيد عن الخارج بنحو 40% والسكر بمقدار الضعف مقارنة بسعره فى دولة مثل البرازيل، مشيرا إلى أن هناك مبالغة فيما يتردد عن تلف آلاف الأفدنة من البنجر بسبب عدم نقله إلى المصانع، «نحن نخطر المزارع بقلع البنجر استعدادا لاستخدامه فى التصنيع قبلها ب48 ساعة وإذا قام المزارع بقلعه بدون هذا الإخطار فالمصنع غير ملتزم بتسلمه وهذه الأخطاء تحدث دائما وليست بنسبة كبيرة كما يصورها الاعلام» حسب قوله.