في تطور جديد للأزمة المصرية – الليبية، قامت السلطات الليبية بترحيل عدد من العمال المصريين إلى مصر، وبلغ إجمالي عددهم خلال الخمسة عشر يوما التي أعقبت زيارة رئيس الوزراء الليبي "علي زيدان" إلى مصر ولقائه مع رئيس الوزراء المصري الدكتور هشام قنديل ووفد شعبي من عمد ومشايخ قبائل البدو بالمحافظة، نحو 80 مصريا تم ترحيلهم من ليبيا عبر منفذ مساعد البري، بحجة إصابتهم بالالتهاب الكبدي الوبائي أو لعدم وجود تأشيرات دخول معهم. ووصل إجمالي المصريين الذين تم ترحيلهم من ليبيا منذ أن قامت الأخيرة بفرض تأشيرات دخول مسبقة على سائقي الشاحنات وأبناء محافظة مطروح إلى ما يقرب من 700 عامل مصري حتى الآن، حيث كانت شكواهم جميعا وطبقا للمحاضر الشرطية بالمنطقة الجمركية أنهم تعرضوا لسوء المعاملة والإيذاء والإهانة من جانب السلطات الليبية.
وفي سياق متصل، قام أبناء مدينة السلوم بتشكيل لجنة شعبية بمنطقة "أبو زريبة" شرق مدينة السلوم الحدودية، لمنع مرور أي شاحنة تصدير مصرية أو ليبية تحمل بضائع تصدير إلى ليبيا، وذلك احتجاجا على فرض تأشيرات دخول على أبناء محافظة مطروح إلى ليبيا برسوم مالية تقدر ب100 دينار ليبي أي ما يعادل 550 جنيه مصري ولمدة عشرة أيام فقط، وهو ما اعتبره أهالي مطروح بوجه عام والسلوم بوجه خاص بمثابة شرط تعجيزي؛ نظرا لوجود علاقات مصاهرة وقرابة ومشاركات تجارية بين أبناء قبائل منطقتي "السلوم المصرية وطبرق الليبية" تتطلب دخولهم إلى ليبيا بشكل شبه يومي تقريبا.
ومع استمرار توقف حركة دخول شاحنات التصدير المصرية إلى ليبيا، ازداد الموقف تعقيدا عندما ألقت السلطات المصرية القبض على "أحمد قذاف الدم" منسق العلاقات المصرية الليبية السابق، تمهيدا لتسليمه إلى دولة ليبيا وهو ما أثار غضب أبناء عدد من القبائل والذي تربطهم به علاقات قرابة؛ وهو ما دفع قبيلة "الجميعيات" بمنطقة جلالة التابعة لمدينة الضبعة شرق مرسى مطروح ب110 كيلو مترات بتشكيل لجنة شعبية لمنع مرور شاحنات نقل وتصدير البضائع إلى ليبيا كنوع من أنواع ممارسة الضغط على الحكومة المصرية، كي لا تقوم بتسليم أبنائهم إلى الجانب الليبي.
وقال رئيس مجلس ومدينة السلوم، المهندس علاء عبد الشكور، إن المنطقة الجمركية المصرية خالية تماما من أية شاحنات تصدير مصرية والأمر يقتصر فقط على دخول وخروج الأفراد والعائلات المصرية والليبية من وإلى مصر.
بينما أكد أهالي مدينة الضبعة، أنهم لن يسمحوا أبدا بتسليم ابن قذاف الدم إلى ليبيا، كذلك اعتبر أهالي السلوم من قبائل "القطعان والمعابدة وأولاد علي" أن أحمد قذاف الدم خط أحمر، ليعود من جديد مشهد توقف حركة شاحنات نقل التجارة المصرية الليبية والتي تقدر بما يقرب من 300 شاحنة يوميا تصدر بضائع مصرية بما يعادل 3 مليارات دولار سنويا.