شكل اختيار الأرجنتيني جورج ماريو برجوجليو، على رأس الكنيسة الكاثوليكية مفاجأة من العيار الثقيل لمتتبعي الشأن البابوي منذ استقالة بندكت السادس عشر. ورغم أن اسم جورج برجوجليو (76 عاما)، لم يكن ضمن لائحة الأسماء الأكثر تداولا في وسائل الإعلام ليصبح البابا 266 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، إلا أنه يتمتع بشعبية واسعة لدى باقي كرادلة الفاتيكان.
وتسربت معلومات تفيد بأنه كان المنافس الأقوى لجوزيف راتسينجر خلال الانتخابات الباباوية عام 2005، كما يعتبر أول بابا يتم اختياره من الأمريكيتين.
وكان الدخان الأبيض قد تصاعد مساء أمس الأربعاء من مدخنة كنيسة «السيستين» في الفاتيكان، في أشار إلى توصل الكرادلة ال115 إلى انتخاب البابا الجديد، الذي اختار اسم فرانسيس الأول.
والبابا الجديد من مواليد 17 ديسمبر 1936 في بوينس آيرس في عائلة متواضعة، وهو نجل موظف في السكة الحديدية من أصل إيطالي، درس في المدرسة الحكومية، وأنهى دروسه بشهادة تقنية في الكيمياء.
وفي سن الثانية والعشرين، دخل الرهبنة اليسوعية، حيث درس العلوم الإنسانية، ونال إجازة في الفلسفة، ثم درس اللاهوت، وهو يسوعي متقشف يصنف معتدلا وصاحب منحى إصلاحي.
وقضى برجوجليو، معظم مسيرته الكنسية رئيسا لأساقفة بوينس آيرس، حيث كان يشرف على الكنائس والكهنة.
ويبدو الحس الاجتماعي لماريو برجوجليو في اختيار اسمه الباباوي فرانسيس الأول، تيمنا بالقديس فرنسيس الأسيزي الذي عاش حياة البذخ في مراهقته وبداية شبابه إلى أن ترك عائلته عام 1206 ميلادي، وبدأ بالدعوة إلى مساعدة الفقراء، بعدها كوّن مجموعة من 12 تابعين له وهبهم سكان مدينة أسيس قطعة أرض وبنوا عليها مساكنهم واتخذوا لنفسهم ملابس بسيطة، وكان فرانسيس يدعو أيضا إلى البساطة، وحب الله والناس.