مع الوقت، أصبحت الناشطة السكندرية بحركة الاشتراكيين الثوريين، ماهينور المصرى، واحدة من أيقونات الثورة فى الإسكندرية، فما أن تخرجت فى كلية حقوق، شعبة اللغة الإنجليزية، حتى قررت أن تخصص مستقبلها للعمل فى الدفاع عن الفقراء والمهمشين والمظلومين، فشاركت بقوة فى المظاهرات النسائية التى أعقبت أحداث محمد محمود الثانية، كما نشطت فى مجموعة «لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين»، وتتولى حاليا الدفاع عن المقبوض عليهم فى أحداث محكمة المنشية.. •ما تقييمك لوضع المرأة فى مصر حاليا؟ هى تعانى كثيرا من أجل الحصول على حقوقها الأساسية، التى لا تحتاج لمناقشة، لكنها أصبحت مثارا للنقاش، بعدما شكك البعض فى تلك الحقوق، ورغم أن المرأة أحرزت تقدما فى مجالات عدة، إلا أن البعض يريد لها الرجوع إلى الخلف، وهذا ما لن يحدث أبدا، فالحقوق ليست منحة أو هبة من أحد.
•ما توقعاتك بالنسبة لمشاركة المرأة الانتخابات المقبلة فى ظل قانون الانتخابات الحالى؟ حاليا لا يوجد قانون محدد للانتخابات، ورغم أن القانون شكليا يعطى الحق للمرأة فى الترشح ضمن القائمة، فإن بعض التيارات تحاول إقصاء المرأة، بالإصرار على وضعها فى ذيل القوائم الانتخابية، حتى لا تحصل على مقاعد فى البرلمان، فترتيبها فى القائمة يحرمها من التمثيل، لذلك ندعو المرأة للمقاطعة، لأن المنافسة ستكون جائرة.
•هل أثرت الانتهاكات التى تتعرض لها المتظاهرات على مشاركتهن فى الفعاليات السياسية؟ رغم زيادة الانتهاكات التى تتعرض لها المرأة خلال الفترة الماضية، ومنها التحرش والاغتصاب الجماعى، واستهداف المتظاهرات، بغرض إسكاتهن، وإقصائهن عن المد الثورى، فإن رد الفعل جاء عكسيا، بزيادة مشاركة النساء دفاعا عن حقوقهن فى التظاهر والحرية والعيش بكرامة.
وأعتقد أن القيادة السياسية تسعى لتهميش المرأة بصورة كبيرة، لذلك أعتقد أنها تشارك بقوة فى التظاهرات، والدليل على محاولات التهميش، الأداء الذى ظهرت عليه النائبات خلال مجلس الشعب المنحل، ومحاولة بعضهن نزع بعض المكاسب التى حصلت عليها المرأة.
•ما تقييمك لمشاركة المرأة فى الثورة منذ بدايتها صعودا أو هبوطا؟ المرأة جزء أساسى فى الثورة، وشاركت فيها بقوة منذ البداية، وازدادت المشاركة بعد ذلك، رغم كل ما حدث من محاولات للتشويه، وكشوف للعذرية، وسحل، وتعرية، لكن كل هذه الأحداث لم تؤثر على مشاركة المرأة، التى زاد تمسكها بالدفاع عن حقوقها.
وأتصور أن على المرأة أن تظل تدافع عن حقها وحريتها وكرامتها، ولا تكل ولا تيأس من المطالبة بهذه الحقوق، حتى يتم التعامل معها على أنها مواطن مصرى له حقوق، وأنا اعتقد أن المرأة ستحصل على حقوقها، إذا حصل الرجل على حقوقه.
وأوجه نصيحة إلى المرأة المصرية، بألا تفرط فى حقوقها أبدا، وأن تظل على نضالها لتأخذ مكانها فى الدفاع عن المظلومين، لأنه بحصول المرأة على حقوقها، يتوازن المجتمع، كما أطالبها بألا تستسلم لمحاولات القمع والتشويه، وأن تستمر فى الثورة، حتى تتحقق مطالبها، ولا تصاب باليأس الذى يحاول البعض استمالتها إليه، وأن تقتنص حقوقها الاجتماعية والسياسية والثقافية بعيدا عن الشكليات التى تقوم بعض المنظمات الخاصة بالمرأة بالحديث عنها، مع ترك المواضيع الأصلية التى تستحق النقاش.