مع تواصل عمليات فرز الأصوات للانتخابات الرئاسية الكينية تظهر الأرقام تنافسًا محتدمًا بين نائب رئيس الوزراء، أوهورو كينياتا، ورئيس الوزراء، رايلا أودينجا، ما قد يفتح الباب أمام هذين المرشحين، لخوض جولة ثانية من الانتخابات . وكينياتا (51 عامًا) هو نائب رئيس الوزراء، ومن المقرر أن يحاكم في لاهاي، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، فيما يتصل بأحداث العنف، التي أعقبت الانتخابات الماضية عام 2007؛ حيث تظهر النتائج الجزئية تقدمه منذ إغلاق مراكز الانتخاب، يوم الاثنين.
لكن النتائج القادمة من معاقل التأييد لأودينجا (68 عامًا) ضيقت الفجوة بينهما، غير أنه مع استمرار عمليات الفرز وعدم إتمام الإحصاء في حوالي ربع الدوائر، يظل بوسع كينياتا، أن يضمن أكثر من 50 في المائة من الأصوات وهي النسبة المطلوبة للفوز من الجولة الأولى.
وينظر إلى الانتخابات على أنها اختبار حاسم لكينيا، التي تمثل أكبر اقتصاد في شرق إفريقيا، والتي تضررت صورتها كديمقراطية مستقرة بسبب إراقة الدماء، التي أعقبت انتخابات عام 2007، وسيتوقف الكثير على مدى قبول النتائج النهائية، وما إذا كان سيتم الطعن عليها أمام المحاكم أو الاحتجاج عليها في الشوارع.
ومع فرز تسعة ملايين و325451 صوتًا، اليوم الجمعة، حصل كينياتا على أربعة ملايين و701787 صوتًا، وهو ما يمثل 50.4 في المائة من الأصوات، التي تم إحصاؤها مقابل أربعة ملايين و37327 صوتًا لأودينجا تمثل 43.3 في المائة، وفقًا لما أعلنته اللجنة الانتخابية، واستندت الأرقام إلى تقارير من 213 دائرة من إجمالي 291 دائرة انتخابية.
وخلال عملية الفرز، كانت نسبة الأصوات المؤيدة لكينياتا تعلو عن مستوى الخمسين في المائة أحيانًا وتتدنى عنها أحيانًا أخرى، وإذا لم يتمكن أحد المرشحين من تجاوز تلك النسبة، فسيدخل أبرز اثنين جولة إعادة في إبريل القادم .
وأثار كل من معسكري كينياتا وأودينجا تساؤلات وشكوكًا حول عملية الفرز، لذا يمكن أن ترجئ معارك قضائية ذلك الموعد.
ورغم التأخر والأعطال الفنية، قال عدد كبير من المراقبين الدوليين: "إن عمليتي التصويت والفرز تتسمان بالشفافية، لكن بعد مرور أربعة أيام على التصويت لاتزال نتيجة الانتخاب مبهمة."