يتخوف عدد كبير من القيادات والأحزاب المسيحية في لبنان من اختلال ديموغرافي مع تزايد عدد النازحين السوريين في الأراضي اللبنانية. وفيما لا تزال مفوضية الأممالمتحدة تتحدث عن 325 ألف لاجئ سوري مسجلين في لبنان، قال وزير الداخلية والبلديات اللبناني مروان شربل قبل أيام إن "عدد السوريين المقيمين في لبنان تخطى المليون شخص، بينهم 400 ألف كانوا يقيمون في البلاد قبل اندلاع الأزمة السورية قبل نحو عامين، أضيف اليهم 600 ألف نازح ما بعد الأزمة.
وأبدى رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن، تخوفه حتى من تسمية النازحين السوريين إلى لبنان باللاجئين، لافتاً إلى وجوب الإبقاء على التسمية الأولى "لأن تحولهم للاجئين يعني كارثة ديموغرافية وجغرافية وطائفية غير مسبوقة خاصة في بلد كلبنان لا تتعدى مساحته 10452 كلم مربع وعدد سكانه ال4 ملايين".
وقال الخازن، إن "سياسة لبنان لطالما قامت على التوزيع الطائفي والديموغرافي وبالتالي، ومع وصول عدد النازحين لحدود المليون نسمة فذلك سيعني تلقائيا، في حال تحولوا للاجئين، تهديدًا واضحًا بانفجار سياسي واجتماعي وأمني خاصة مع تغلغل عدد كبير من المسلحين السوريين في أكثر من منطقة لبنانية". بدوره، اعتبر نائب رئيس حزب الكتائب اللبناني سجعان قزي، أن "تواجد حوالي مليون سني غير لبناني حاليا ما بين 500 ألف لاجئ فلسطيني، و500 ألف لاجئ سوري، يضافون إلى عدد سكان لبنان الأصلي والذي يبلغ عددهم تقريبًا 4 ملايين أكثر من نصفهم من المسلمين يشكل اختلالاً رهيبًا ودراماتيكيًا يتوجب معالجته وبسرعة".
وأضاف قزي، "مع الأخذ بعين الاعتبار الملف إنسانيًّا، إلا أن هذه الأعداد الهائلة للنازحين السوريين باتت تزاحم اليد العاملة اللبنانية في مهن جديدة غير التي اعتدنا أن نرى السوريين يقومون بها في لبنان قبل اندلاع الأزمة".
ووصف قزي حل الأزمة ب"الصعبة والمعقدة"، باعتبار ألا يوجد إمكانية لإقامة منطقة عازلة لهم على الأراضي اللبنانية لأن ذلك سيؤدي لاستقرارهم في لبنان، كما لا إمكانية لمنطقة مماثلة في الداخل السوري لأن ذلك يتطلب حماية أمنية دولية وهو ما ترفضه الدولة السورية".
وأضاف: "المطلوب أن يستعجل رئيس الجمهورية اللبنانية "ميشيل سليمان" الدعوة لعقد قمة عربية دولية في لبنان لبحث الموضوع ووضع كل الأطراف المعنيين أمام مسؤولياتهم".
وحذّر البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، مؤخرًا من "تحول قضية النازحين السوريين إلى أزمة شبيهة بقضية اللاجئين الفلسطينيين"، داعيًا المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانب لبنان".