سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجيش غاضب.. ويهدد: المساس بالسيسى انتحار للنظام السياسى القائم مصادر عسكرية: لن نسمح بتكرار سيناريو المشير وعنان.. والقادة والضباط غاضبون مما تردد عن إقالة وزيرهم
سنتصدى لمروجى الشائعة سواء كان الهدف جس نبض الجيش قبل القرار أو استدراجنا للحياة السياسية من جديد كشفت مصادر عسكرية عن انتشار «حالة من التذمر والغضب بين صفوف ضباط القوات المسلحة»، بسبب الشائعات التى تداولتها بعض المواقع الاخبارية، وصفحات موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» عن اقالة الفريق اول عبدالفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربى.
وقالت المصادر الرفيعة التى طلبت عدم كشف هويتها ل «الشروق» ان جميع قيادات وضباط وافراد القوات المسلحة «انتابتهم حالة من الغضب الشديد بسبب تلك الشائعات، ونحن لن نسمح لأحد أن يتطاول على قيادتنا العسكرية، سواء كانت هذه الشائعات لجس نبض القوات المسلحة باشاعة خبر اقالة السيسى حتى يتم معرفة رد فعل الجيش حيال هذا القرار، أو حتى كانت تلك الشائعات الغرض منها محاولة توريط الجيش بالعودة إلى العمل السياسى مرة اخرى».
وأضافت: «القوات المسلحة على دراية وعلم تام بتلك الاخبار المغلوطة، ودعوات بعض النشطاء السياسيين والحركات السياسية امثال اسماء محفوظ ونوارة نجم لنزول الجيش مرة اخرى إلى الشارع»، مستنكرة: «أليسوا هم من رددوا من قبل هتافات معادية للقوات المسلحة، وهتفوا يسقط يسقط حكم العسكر، وطالبوا برحيل المجلس العسكرى؟».
المصادر العسكرية قالت كذلك: «الجيش على علم ايضا بمحاولات بعض جماهير الالتراس لحشد مظاهرات امام وزارة الدفاع، واطلاق الشماريخ، فهذه كلها محاولات منهم لاقحام الجيش فى المشهد السياسى واجباره على النزول إلى الشارع». مشددة على أن «القوات المسلحة لا تنساق وراء تلك الشائعات، لانها عادت إلى دورها الاحترافى، وإلى ممارسة الدور الطبيعى لها فى حماية حدود البلاد، وترك الساحة السياسية.. مهمة الجيش هى الحفاظ على الكفاءة القتالية والاستعداد القتالى للقوات.. الجيش لن يتدخل فى أى صراعات سياسية».
وكشفت المصادر: «هناك من يعبث بالقيادات العسكرية ليخرج الجيش المصرى عن حياده، ويشغله عن دوره الأساسى فى حماية الوطن، نظير توظيفه فى صراع سياسى، ترفضه المؤسسة العسكرية بشكل كامل». وجددت تأكيدها: «القوات المسلحة مؤسسة عسكرية عريقة، وستقف بكل حسم لمن يروج الشائعات الباطلة ضد قياداتها، ولن تسمح بأى حال، وتحت أى ظرف، أن يتكرر سيناريو المشير حسين طنطاوى، والفريق سامى عنان مع الفريق اول عبدالفتاح السيسى».
وأضافت: «المساس بقادة القوات المسلحة خلال الفترة الراهنة، سيكون أشبه بحالة انتحار للنظام السياسى القائم بأكمله، خاصة وأن القوات المسلحة التزمت الحياد والسلمية طوال الوقت، وحاولت قدر الإمكان الابتعاد عن المشهد السياسى الراهن بمختلف صراعاته بين النظام وقوى المعارضة، ووضعت المصالح العليا للبلاد فوق كل اعتبار، ولم تطمع أبدا فى السلطة، أو تطمح إليها، بل حرصت على تسليمها لرئيس مدنى منتخب».
وتابعت المصادر العسكرية: «الرأى العام لن يقبل المساس بالمؤسسة العسكرية وقادتها، وسوف يتكاتف معها لمواجهة أى ضغوط أو تحديات.. هناك حالة من السخط بين القادة والضباط فى مختلف التشكيلات التعبوية مما يتردد فى وسائل الإعلام حول نوايا النظام السياسى إقالة وزير الدفاع الفريق أول السيسى، من اجل أخونة المؤسسة العسكرية، التى ظلت على مدار تاريخها الطويل، نموذجا للتضحية والفداء، فى مختلف العصور، ودافعت عن كرامة المواطن المصرى فى أصعب الظروف، ولم تسع أبدا إلى السلطة أو الحكم، بل تؤثر دائما أن تنحاز لصفوف أبناء الشعب المصرى».
واكدت على أن «هناك عددا من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى (فيسبوك ) دعت إلى الاحتشاد والعصيان، حال تعرض رموز القوات المسلحة لإقالات خلال الفترة المقبلة، وغضب شباب الضباط لن يستطيع أحد السيطرة عليه، حال تحقق هذا السيناريو، الذى لن تكون عواقبه محمودة على الإطلاق».
وقالت المصادر: «القوات المسلحة تحملت الكثير من الأعباء والمشكلات خلال المرحلة الانتقالية التى استمرت 18 شهرا كاملة، سخّر الجيش كافة الإمكانات المتاحة لديه من أجل خدمة البلاد، وخلق مناخ من الإستقرار».
وتعليقا على ذلك قال الخبير الاستراتيجى اللواء عادل سليمان ل«الشروق»: «هناك بعض الحركات السياسية تحاول اقحام الجيش فى العودة إلى الشارع المصرى، والغرض من ذلك النيل من القوات المسلحة، لكن الجيش له تقاليد ومبادئ وانضباطات عسكرية يسير عليها، وتلك الشائعات لن تؤثر عليه».
وقال ضابط المخابرات السابق والخبير العسكرى اللواء عادل فودة: «المناخ السائد والارتباك السياسى التى تعيشه البلاد حاليا يساعد على انتشار تلك الشائعات.. هناك بعض الاطراف السياسية تسعى لجر الجيش وفق اهوائها الشخصية، لكن الجيش لا ينساق وراء تلك الشائعات».
وأضاف فودة: «وأوضح أن من ينادى بنزول القوات المسلحة إلى العمل السياسى، يسىء إلى الجيش، لان القوات المسلحة ذات طبيعة عسكرية وليست سياسية، فعودة القوات إلى الشارع قد تؤثر على الدور الاساسى المنوط به وهو حماية البلاد من اى عداء خارجى».