قال الفنَّان محمد الحلو، إن اقتحام غير المتخصصين والغرباء مجال الإنتاج أفسد سوق الفن المصري (سينما ومسرح وأغنية)، مشيرة إلى سيطرة رأس المال على السوق وتفرغ القنوات الفضائية غير المنضبطة لنشر الإسفاف والانحلال مستغلة التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في إفساد الذوق العام. وأضاف، "المطرب الآن يفكر في 'فاترينة' عرض أولاً قبل أن يختار الكلمات، وكيف يسوق منتجه بأي شكل، وشركات الدعاية تلعب على هذا الوتر، وبذلك ضاعت الهواية الجميلة، وتضيع مواهب وأصوات عديدة لا تستطيع ركوب الموجة."
وأبدى الحلو أسفه للمزاج المصري العام الملبد بالاضطراب وغياب الرؤية، الذي انعكس سلبا على الفن، شيرا إلى محاولة البعض تقيد الإبداع بكل أشكاله وألوانه.
ويضيف، "إن الحالة المزاجية مضطربة، وحالة الإبداع لا بد أن ترتبك، وتصيب كل ما يتعلق بالفن والأغنية والسينما والمسرح وغير ذلك، والحالة السياسية غير المستقرة أثرت بلا شك على نفسيات وأمزجة الناس، فمن لديه قابلية الآن ليغني، أو يستمع"؟
ومع ذلك، أبدى إعجابه بعشرات الأغاني التي رددها الشباب المصري وعُرفت لاحقا باسم "أغاني التحرير" أو "أغاني الثورة"، مؤكدا في الوقت نفسه أن هذه الأغاني يتم نسيانها سريعا.
وقال، "نحن نقدر كل صوت جاء معبراً تعبيراً صادقاً عن حالة وطنية نادرة عشناها، ولا أنكر أن هناك أصواتا رائعة، وكلمات جميلة، وأهداف أروع، إنها لحظات صدق استطاع الشباب أن ينقلوها أو يعبروا من خلالها في مناسبة معينة، لكن عادة ما ينسى المستمع سريعاً الأغنية التي ترتبط بمناسبة معينة أو موقف معين، على العكس من الأغاني العادية التي لا ترتبط بموقف أو حدث."
وانتهى الحلو مؤخرا من غناء شارة مسلسل "سيدنا السيد" لمدحت العدل، ويؤكد أنه يعكف على إنشاء أكاديمية للفنون والمونتاج في الإمارات، مشيرا إلى أنه انتهى من إعداد الدراسات اللازمة ويأمل بخروج المشروع للواقع في القريب العاجل.
وحول الأغنية العربية، أكد الحلو وجود أصوات متميزة في الوقت الحالي "لكن المشكلة تكمن في تدني مستوى الكلمات وندرة النصوص الجيدة، وتشابه الألحان والأصوات التي تتخفى خلف الصورة أو الكليب، وانتشار قنوات الأغاني الهابطة التي تروج للإسفاف وتفسد الذوق العام."
وأضاف "وسط هذه الحالة نرى أنّ الأغنية الخليجية تطورت كثيراً، ربما لأن هناك حالة من الاهتمام العام بالشعر والشعراء، وكثير من المطربين الذين يختارون وينتقون كلماتهم بعناية، وظهرت أصوات غنائية عديدة إلى جانب وجود الفضائيات التي أسهمت في انتشار الأغاني باللهجات الخليجية، ولم تعد هناك صعوبة في فهمها وتذوقها على امتداد الساحة العربية."