تستضيف العاصمة الفرنسية باريس، غدًا الاثنين، اجتماعًا دوليًّا لتوفير المزيد من الدعم للائتلاف الوطني السوري المعارض، الذي يُعقد على مستوى كبار المسؤولين؛ وذلك بمشاركة 50 دولة من بينها مصر ومنظمات إقليمية ودولية. ومن المقرر أن يفتتح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، صباح غد، أعمال الاجتماع، الذي يشارك به أيضًا ثلاثة نواب عن رئيس الائتلاف السوري المعارض وهم: سهير أطاسي، جورج صبرا، ورياض سيف، بينما لن يحضر رئيس الائتلاف معاذ الخطيب اللقاء الذي يأتي بعد مضي أكثر من 22 شهرًا على انطلاق الانتفاضة السورية، التي تحولت على مر الشهور إلى مواجهات دامية أسفرت عن حصيلة فادحة من القتلى الذين بلغ عددهم حتى الآن نحو 60 ألف شخص، فضلاً عن أعداد المصابين والنازحين .
وبحسب المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو، فإن الاجتماع الذي يأتي في إطار متابعة قرارات المؤتمر الأخير لمجموعة «أصدقاء الشعب السوري» الذي عقد في ديسمبر الماضي بمراكش، يطغى عليه طابع سياسي للتمكن من انضمام عدد أكبر من الدول للاعتراف بالائتلاف الوطني السوري، ممثلاً شرعيًّا للشعب السوري، بالإضافة إلى الشق المالي .
وأكدت مصادر فرنسية، أن هذا اللقاء يهدف إلى بحث سبل تنفيذ وتفعيل الالتزامات التي قطعتها الدول المشاركة في الاجتماع الأخير ل"أصدقاء الشعب السوري"، الذي عقد في مراكش في الثاني عشر من ديسمبر الماضي؛ حيث تم الاعتراف بالائتلاف بصفته الممثل الشرعي للشعب السوري ودعوة المجتمع الدولي إلى تقديم كل الدعم اللازم لتحقيق تطلعات الشعب السوري الديمقراطية وتقديم مساعدته للمدنيين.
ومن المتوقع، أن تؤكد فرنسا خلال الاجتماع المرتقب مجددًا دعمها الكامل للائتلاف الوطني السوري، الذي اعترفت به بصفة الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، وتشارك مصر في أعمال الاجتماع الدولي؛ حيث سيمثل مصر في الاجتماع الذي يعقد على مستوى كبار المسؤولين، السفير ناصر كامل، مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية.
ويتواكب الاجتماع المقرر بباريس مع ما أعلنه قبل أيام وزير الخارجية الفرنسي من أن «الأمور لا تتحرك» بسوريا في تصريحات مناقضة؛ مما كانت تردده باريس مرارًا عن أن نهاية نظام الرئيس السوري بشار الأسد «تقترب».
فابيوس أكد أيضًا وقبل أيام، أنه «لم ترد مؤخرًا مؤشرات إيجابية بشأن الحل الذي نأمل فيه، أي سقوط بشار ووصول المعارضة السورية إلى السلطة» قبل أن يشير إلى، أن «المناقشات الدولية لا تحرز تقدما بدورها». كما أعلن، الائتلاف الوطني السوري المعارض مؤخرًا أن قادة المعارضة السورية الذين اجتمعوا في إسطنبول أرجئوا تشكيل حكومة انتقالية في المنفى لحين قيام لجنة تم تشكيلها، بمشاورات مع أطراف معنيين بالنزاع السوري لاستكشاف مدى التزامهم بهذه الخطوة؛ ما يشكل ضربة للجهود المبذولة لسد فراغ في السلطة بالبلاد إذا ما تم إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
وعلى الرغم، من المؤشرات السلبية أو غير الإيجابية التي تطرق إليها رئيس الدبلوماسية الفرنسي مؤخرًا، إلا أن باريس تواصل دورها النشط فيما يتعلق بدعم المعارضة السورية منذ بداية الاحتجاجات في البلاد، فكانت أول قوة غربية تعترف بالائتلاف السوري الذي يجمع غالبية أطياف المعارضة.. كما استضافت وعلى مدار الأشهر الماضية عددًا من الاجتماعات والمؤتمرات الدولية لمساندة المعارضة السورية.