مجموعة من الصور لسيدة محجبة يبدو من مظهرها أنها متوسطة العمر، بدأت تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" و"تويتر"، وهي ترتدى ملابس عسكرية تحمل على كتفيها بندقية آلية بمنظار، وهذا النوع من البنادق عادة لا يستخدمه إلا محترفو ضرب النار والقنص. صاحبة هذه الصورة هي ل"جيفارا"، أول وأخطر قناصة بالجيش السوري الحر بمدينة حلب، هذا كما يلقبها ويصفها أهل حلب، وقد انضمت "جيفارا" لصفوف المقاومة السورية، بعد تعرض منزلها للدمار الشامل على يد النظام، في حي صلاح الدين بحلب.
لتقرر بعد هذه الواقعة الأخذ بحقها من النظام، الذي دمر منزلها، وتلتحق بصفوف الجيش السوري الحر ضمن حركة "كفا"، وما شجعها على ذلك هو زوجها قائد إحدى كتائب الجيش الحر؛ المسماة ب"وعد" في نفس المنطقة؛ حيث انضمت إليه، لتشاركه في المعارك اليومية ضد القوات النظامية.
وكانت "جيفارا"، التي تنتسب لفلسطينيّي سوريا، تعمل مديرة مدرسة ثانوية قبل الثورة، وهي أيضًا أخت أبو حمزة، مدير صفحة "شهداء حلب وريفها"، إلى أن تسلّمت مُهمتها ك"قناص" في صفوف كتيبة "وعد"، التي يقودها زوجها في حلب، المدينة التي قتل فيها أكثر من 6700 شخص، منذ اندلاع ثورة 15 مارس 2011.
وتزامنت صورة "جيفارا" وهي تظهر مقاتلة كقناصة في الجيش الحر بحلب، مع بث فيديو على "اليوتيوب" لكتيبة عسكرية مكونة من نساء أطلق موالية للأسد؛ حيث يظهر الفيديو نساء بلباس الجيش السوري وهن يُقَدّمن عرضًا عسكريًا في ملعب مغلق؛ حاملات علم سوريا مع صورة بشار الأسد.