شيعت قرية «أم حبيب» بمدينة «القصاصين» التابعة لمركز التل الكبير، بالإسماعيلية، جثامين الضحايا الثلاثة، الذين لقوا مصرعهم أمس، في حادث اصطدام سيارة أجرة بقطار، بمزلقان أرض اللواء، واستقبلت القرية جثمان الضحايا، «جمال عبد السلام» وابنتها «منى عبد المقصود» وحفيدتها «ميرنا أدهم»، وسط حالة من الحزن سيطرت على الأهالي؛ أثناء تشييعهم إلى مثواهم الأخير. أقيم سرادق للعزاء داخل قرية «أم حبيب»، تجمع فيه أهالي القرية، بعد تشييع الجنازة، وحمل الأهالي الطعام والشراب إلى أسرة الضحايا؛ كتقليد متبع في تلك الحالات، ومساعدة الأسرة بسيطة الحال، وأحاط الأقارب والدة الطفلة ميرنا، التي شاهدت ابنتها تموت أمام عينيها، دون أن تستطيع إنقاذها.
وروت «ولاء عبد الرحمن» والدة الطفلة، التي لا يتعدى عمرها 22 عامًا، قصة الحادث ل «الشروق»، قائلة: "فور وصولنا القاهرة أوقفنا «تاكسي»، لنتوجه إلى «أرض اللواء»، لزيارة شقيقة زوجي، الذي كان يرافقنا في الزيارة، ومعنا والدته وشقيقته وأبنائي الاثنين ميرنا ومحمد، وعندما اقتربنا من مزلقان أرض اللواء، وكان مغلقًا؛ انتظارا لمرور القطار، أراد السائق تخطي الطريق فدخل في الجانب المقابل للمزلقان، دون أن يدرك اقتراب القطار من المزلقان، فوقعت السيارة في حفرة عميقة أعاقت سيرها، وسط صرخات من المتواجدين لتنبيه السائق بخطأه، ومحاولة إزاحة السيارة من الحفرة، لكنهم لم يتمكنوا من تحريك السيارة.
أسرعوا بفتح الأبواب وإخراجي ومعي ابني وزوجي أدهم وألقونا بعيدًا، وما هي إلا لحظات حتى اصطدم القطار بالسيارة، لم أتمالك نفسي أمام رؤية الموقف وأنا اشاهد ابنتي وهي تموت أمام عيني، وفقدت توازني ولم أدرى إلا بوجود الأطباء حولي في المستشفى، يعالجونني من أثر الصدمة، وأقاربي يحيطون بي لتعزيتي في ابنتي ووالدة وشقيقة زوجي، وتقول فقدت ابني أيضًا منذ عدة أشهر فور ولادته بأيام، وكان عندي أمل أن تكون ميرنا عوضًا لى عن شقيقها.
حال الزوج لا يختلف عن زوجته فالوجوم يسيطر على وجهه، ولم يقل سوى"احتسب أمي وشقيقتي وابنتي، شهداء، السائق أخطأ عندما سار في الاتجاه المخالف، ولكنه لقى ربه في الحادث، ولا أملك سوى الدعاء بالمغفرة للجميع".
الطفل محمد 4 سنوات لا يعي الحادث وظل يردد "تيتة وميرنا نزلوا دم واتدبحوا"، أما أهالي القرية فقد أكدوا أن الوالدة المتوفاة «جمال»، كانت تعمل بمستشفى القصاصين، لتوفير نفقات أسرتها بعد وفاة زوجها، وكانت تعول أيضًا أسرة ابنها، الذي يعمل سائق «توك توك».