●● مثل الجنى، خرج أوسان بولت من وسط الرماد، وخطف الأبصار بانتصاراته وأرقامه فى سباق المائة متر عدوا. إنه أسرع السباقات وأقصر المسافات فى ألعاب القوى، لا يدوم أكثر من 10 ثوان. لكنه السباق الذى ينتظره الجميع فى الدورات الأوليمبية. وكان بولت أدهش العالم حين بدأ يحتفل قبل 20 مترا من نهاية السباق فى دورة بكين، ليسجل رقما قياسيا قدره 9.69 ثانية، ثم واصل أرقامه وانتصاراته وأحرز ثلاث ذهبيات، وكرر الإنجاز نفسه فى دورة لندن 2012.. وحين فاز بذهبيته الثالثة فى الأوليمبياد داعب الصحفيين وهم يلتفون حوله: «اهلا بكم.. أنتم الأن تحيطون بأسطورة متحركة».. ●● اشتهر بولت بمزاحة وروحه المرحة.. وفى عام 2009 اطلق عليه رجال الصحافة لقب: البرق، وذلك حين سجل الرقم العالمى الجديد فى بطولة العالم فى برلين (58.9 ثوان).. واهتم خبراء العلوم الرياضية والتشريح، فهو خلق كى يجرى بسرعة. وأجريت دراسات حول طول قامته، ومقاس قدميه، ووتر أكيليس، وعضلات ساقيه، وكيف أنه يبدأ سباقاته بطيئا، ثم يسبق منافسيه فى الأمتار الأخيرة بسرعة البرق..
●● جريدة نيويورك تايمز اهتمت بإنجازات بولت، وطرحت دراسة رقمية تخيلية تحت عنوان سباق ضد التاريخ، وتقول: ما هى المسافة التى يسبق بها هذا العداء الجامايكى 116 عداءا أحرزوا ميداليات فى سباق المائة متر على مدى تاريخ الألعاب الأوليمبية؟
●● تلك مسافات كبيرة فى سباق قصير.. والواقع أن نيويورك تايمز خصصت نفس التصور الافتراضى للعبات وسباقات أخرى، بصورة تعكس كيف يمكن أن تكون هناك رسالة ترويحية حقيقة للصحافة الرياضية، وكيف يمكن بمثل تلك الدراسات تقدير القدرة البشرية، والتعرف على حدودها.. وهى الرياضة التى أعرفها، وليست الرياضة العامرة بالحوادث والمشاكل والمصائب و..التفاهات.. أو تلك التى تتناول بعض الأحداث الرياضية بطريقة: «الفريق يبدأ المران.. الفريق يواصل المران.. الفريق واصل المران.. الفريق اتمرن..!!».