بحلول مساء غد السبت، عقب انتهاء المرحلة الثانية من الاستفتاء على مشروع الدستور، تُسدل، الدعوة السلفيّة، وذراعها السياسية، حزب النور، الستار، على مشاهد الوفاق التي جمعت بينهما وبين جماعة الإخوان المسلمين، وذراعها السياسية، حزب الحريّة والعدالة، فبحسب قيادات سلفيّة بارزة، فإن خيار خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، بمشاركة مرشحي الإخوان "أمر مستبعد تماماً". وقال القيادي بالدعوة السلفية وعضو الهيئة العليا لحزب النور الدكتور يونس مخيون ل"الشروق": "ليس هناك تحالف أساسا مع جماعة الإخوان ولكن هناك اتفاقا في بعض المواقف مع الإخوان والجماعة الإسلامية وحزبي الوسط والحضارة، لكنه مرتبط بموقف محدد"، مؤكدا أن تحالف الإخوان مع السلفيين في الانتخابات البرلمانية، "أمر مستبعد تماما".
وأضاف مخيون: "نزولنا مع الإخوان على قوائم موحدة مستبعدة تماما، نحن حزبان مختلفان أيديولوجيا، وكل حزب له برنامجه وأفكاره ورؤيته المختلفة عن الآخر، بالإضافة إلى أننا حزبان كبيران، سياسياً، وليس من مصلحتنا ولا من مصلحة الإخوان أن نخوض المعركة في قائمة واحدة"، وتابع: "حزب النور سينافس على أكبر عدد من المقاعد، ليُظهر قوته الحقيقية وحتى يصبح لنا تمثيل كبير في الحكومة".
وقال المتحدث باسم حزب النور الدكتور يسري حماد: "نختلف مع حزب الحرية والعدالة لأن أيديولوجيتنا مختلفة، وليس معنى أن نتوافق في مرحلة محددة أن يظل هذا التوافق موجود دائما"، وأضاف حماد ل"الشروق" أن السلفيين داخل الجمعية تنازلوا عن بعض المواد من أجل التوصل إلى التوافق مع الجميع".
في السياق نفسه، ذكر مصدر سلفي بارز، طلب عدم ذكر اسمه، أن قرار خوض الانتخابات المقبلة، بمنأى عن مرشحي الإخوان المسلمين، جاء بسبب، تدخلات نائب المرشد خيرت الشاطر لإشراك السلفيين في العديد من القرارات المصيرية مع الإخوان، علاوة على شعور يتصاعد بين أروقة حزب النور والدعوة السلفية بأن الجماعة تستخدمهم كفزاعة بمنطق (إما حكم الإخوان أو نترككم للسلفيين، وهو ما يتم التلويح به داخليا وخارجيا من قادة الجماعة"، وتابع المصدر أن الإخوان في تعاملهم "يقودون ولا يُقادون، ويتعاملون مع ما يعطونه من مكاسب أو مقاعد للمتحالفين معهم بمنطق الزكاة".
فيما أكد قيادي بحزب النور أنهم لن يرهنوا موقفهم في الانتخابات بالإخوان بعدما تآكلت شعبية الجماعة في الشارع، مشيرا إلى أن قرارات رفع الأسعار التي سيتم تمريرها عقب الاستفتاء ستؤثر سلبا على حزب الحرية والعدالة، وستزيد الطين بلة على حد وصفه، مضيفا: "سنقدم أنفسنا بديلا للإخوان وسنسعى للحصول على أكثرية ومن الوارد أن نفتح باب التحالف مع أحزاب وطنية".