شهد محيط مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية اشتباكات بالحجارة وحالة كر وفر بين عدد من أنصار التيار الإسلامي وآخرين معارضين للدستور، عقب صلاة الجمعة أمس، تزامناً مع مليونية "حماية المسجد والعلماء" التي دعت إليها قوي إسلامية، أبرزها حزبا الحرية والعدالة والنور، رداً علي احتجاز الشيخ المحلاوي داخل المسجد الأسبوع الماضي لأكثر من 16 ساعة متواصلة. وتحولت المنطقة إلي ما يشبه ثكنة عسكرية ونشرت قوات الأمن تعزيزات مكثفة في محيط المسجد، للفصل بين المتظاهرين، إلا أنها التزمت الحياد، ودعا مصدر أمني بوزارة الداخلية، المنظمين للتظاهرة إلي تحمل مسئولياتهم، مشيراً إلي أن تواجد هذه الحشود يشكل ضغطاً علي قوات الشرطة التي تحاول عدم التورط في المعارك السياسية.
وأعلن الدكتور محمد الشرقاوي، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، إصابة نحو 35 متظاهراً إثر الاشتباكات، إلبهم يعاني من جروح قطعية واختناقات نتيجة القنابل المسيلة للدموع، وغصابة حالة واحدة بقاذف خرطوش، وأنه تم نقل الجميع إلى مستشفي رأس التين للعلاج.
وبعد مرور ما يزيد عن ساعة علي الاشتباكات انسحبت القوى الإسلامية من محيط المسجد، عقب فرض الأجهزة الأمنية حصار شامل للمنطقة، ووصول تعزيزات جديدة انتشرت بكافة الشوارع الرئيسية والجانبية، وكانت منطقة محطة الرمل والأماكن القريبة منها قد شهدت اندلاع حرب شوارع عقب تجمع أنصار القوي الإسلامية بحديقة الخالدين، وهو ما آثار احتقان الطرف الآخر لما تمثله الحديقة من رمزاً للحركاات الاحتجاجية، وبدأ كل طرف في ترديد الهتافات المناهضة لطرف الآخر، وسرعان ما تحول المشهد إلي حرب شوارع.
وفى السياق ذاته قال الشيخ أحمد المحلاوي ضمن خطبة الجمعة، "الاعتداء علي المساجد سابقة لم تحدث في تاريخ الإسلام، إلا إذا استثنينا الكفرة، وللأسف فعلها معنا أناس يقولون علي أنفسهم أنهم مسلمون، واندس بينهم من هم غير ذلك، وأقول للذين يحاصرون بيوت الله أن هدفكم كان منع الاستفتاء، لذلك تحملنا الكثير منكم عن كثرة، وليس عن عجزا منا".
وجدد المحلاوي نفيه لما أثير عن توجيه المصلين بالتصويت بكلمة "نعم" في خطبة الأسبوع الماضي، وطالب المصلون بعدم الانسياق وراء من سماهم ب"الإعلاميين الفاسقين"، وعدم الصمت علي الخداع الذي تبثه وسائل الإعلام، بحسب كلامه.
ووصف المحلاوي أداء وسائل الإعلام بالكذب والتحريض ضد الإسلاميين، وطالبهم بمراجعة أنفسهم قبل فوات الأوان، كما شن هجوما علي عمرو موسي قائلاً: "فوجئت بخروج احد المرشحين السابقين للرئاسة وهو رجل كان يشغل منصب وزير خارجية، ومن المفترض أن يكون أدائه سياسيا، ولكنه خرج عن وقاره بتصريح يقول فيه أن هناك شيوخا يدنسون مساجد الله في السياسة".
وأضاف موجهاً حديثه للمعارضة: "لا تظنون إنى خائف من الموت، فرجل مثلي قارب على ال88 عاما يتمنى أن يختم الله له حياته بالشهادة"، وأنه رفض أًثناء احتجازه الأسبوع الماضي بحضور أنصاره من كل المحافظات وبحوزتهم كافة أنواع العتاد والأسلحة لفك حصاره.