رصد الشاعر سمير درويش تغيرا في المجموعة القصصية (امرأة أسفل الشرفة) للدكتور محمد إبراهيم طه عن أعمال الكاتب الأولى خصوصا (سقوط النوار) و(توتة مائلة على نهر)، اللذين كان يتناول فيهما عالما واحدا من الفقراء ومن الطبقة الريفية الفقيرة. وقال درويش: إنه لاحت في هذه المجموعة فكرة الحراك الاجتماعي واضحة، بانتقال أبطال القصص الذين يمكن اعتبارهم بقليل من التجاوز بطلا واحدا من عالم الطبقة الفقيرة التي نشأ وتربى فيها إلى طبقة أعلى بفضل تعليمه وامتهانه مهنة الطب، فتغيرت بالتالي ملامح الحياة.
وأضاف: "لقد بدت فكرة الصعود الطبقى موجودة وملحة، حيث يرتبط البطل في قصتين بامرأتين كلاهما من طبقة وسطى، بما يمثل له حلم الصعود، ويؤكد عليه إصراره على شراء سيارة كانت يوما ما لعميد كلية طب عين شمس".
وأشار أيضا إلى أن البناء القصصي مستريح، يغلب عليه البناء الكلاسيكي، مع إبراز مهارات خاصة في السرد تمنح القصص مذاقا جديدا، وتبعدها عن الرتابة.
من جانبه، أشار الشاعر شعبان يوسف فى الندوة التى أقيمت في ورشة الزيتون لمناقشة المجموعة إلى أن محمد إبراهيم طه يشتبك في كل كتاباته مع الوجود الإنساني مباشرة، ودون إسهاب، اشتباكا يصيب الهدف مباشرة، وفي قالب فني رفيع.
وقال يوسف: إن المجموعة تستكمل ملامح هذا العالم الذي بدأه الكاتب منذ بواكيره الأولى، فهو يمزج بين عوالم القرية والطب والمرأة.
وأشار إلى أنه لا توجد مساحات للفوضى في هذه المجموعة، فالبناء القصصي بالغ الإحكام، ويكاد يكون مراوغا، لكنه لا يستعصي على الكشف، وينساب في لغة عهدناها عنده في لغة رقيقة وراقية في آن، كما أنه يتوسع في هذه المجموعة في تقنيات وآليات القص التي تعطي لهذه المجموعة شرعية للتجديد والوجود الخاص أيضا.
و"امرأة أسفل الشرفة" هي المجموعة القصصية الثالثة للقاص والروائي محمد إبراهيم طه وصدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وذلك بعد مجموعتين قصصيتين، هما: " توتة مائلة على نهر" 1998، و"الركض في مساحة خضراء" 2006 ، وثلاث روايات هي "سقوط النوار" 2001، و"العابرون" 2005، و"دموع الإبل"2008.