بعد ثمانية أيام من القصف المتبادل، ساد أمس هدوء حذر فى قطاع غزةوجنوبى الأراضى المحتلة عام 1948 (إسرائيل) فى أول أيام التهدئة، التى دخلت حيز التنفيذ فى التاسعة من مساء أمس الأول، برعاية مصرية. وبينما أعلن متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية أن 12 صاروخا سقطت على إسرائيل بعد بدء التهدئة، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن هذه الصواريخ أطلقت قبيل بدء التهدئة. فيما أفاد مصدر أمنى لبنانى لوكالة الصحافة الفرنسية بأن صاروخين أطلقا مساء أمس الأول من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، سقط أحدهما فى الأراضى اللبنانية، بينما تابع الآخر مساره.
وخلال الساعات الماضية، تبادلت حماس والاحتلال الإسرائيلى تصريحات حول الالتزام بالتهدئة، طالما التزم بها الطرف، مع تهديدات بالرد إذ خرقها الطرف الآخر. إذ توعد الناطق باسم الحركة، سامى أبوزهرى، قائلا: المقاومة ستضرب تل الربيع (تل أبيب) وما بعد تل الربيع، إذا نفذت إسرائيل أى هجوم على غزة»، مضيفا: «نهدى هذا النصر العظيم لروح الشهيد القائد أحمد الجعبرى»، قائد كتائب القسام، الذى اغتالته إسرائيل خلال عملية «عمود السحاب».
وختم أبوزهرى بقوله: «نحيى مقاومينا الأبطال من كل الأذرع العسكرية، الذين صنعوا هذه الملحمة البطولية التى لقنت الاحتلال درسا لن ينساه، ونبرق التحية لمصر العظيمة وللرئيس محمد مرسى على دوره الرائد فى وقف النار على شعبنا الفلسطينى».
على الجانب الآخر، هدد وزير الدفاع الإسرائيلى، إيهود باراك، بأن «الحكومة تعى أن جيشها ربما يضطر إلى العمل مجددا فى غزة»، مضيفا أنه «إذا لم يستمر وقف إطلاق النار، وإذا اضطررنا مسقبلا للقيام بعملية برية واسعة النطاق، فمن الأفضل أن نحظى بدعم دولى راسخ».
ومع إعلان التهدئة، أجرى الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، شكره خلاله على تجاوبه مع المقترح المصرى بشأن التهدئة، ثم اتصل بالرئيس محمد مرسى، شاكرا إياه على ما بذله من جهود حتى تم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
ومرارا خلال العدوان على غزة، أعلنت الولاياتالمتحدة دعمها لما قالت إنه «حق (حليفتها) إسرائيل فى الدفاع عن نفسها». ودوليا، دعا مجلس الأمن إسرائيل وحماس إلى «التحرك بجدية» لاحترام وقف النار، وإلى «تقديم مساعدة عاجلة» لغزة