بدأ العد التنازلى لتنفيذ قرار الحكومة بإلغاء الدعم عن البنزين تدريجيا، ليبدأ من بنزين 95، وسط تخوفات من تبعات القرار وإيجاد اختناقات فى بنزين 92 و90 حتى يضطر معظم أصحاب السيارات لاستخدام بنزين 95 المقرر بيعه بسعر 5.75 جنيه. وحذر خبراء الهندسة البترولية المستهلكين من استبدال بنزين 95 ببنزين 92، للأضرار البالغة التى سيتسبب فيها على محركات السيارات.
وقال مصدر مسئول بوزارة البترول إن الوزارة لا تعلم أية تفاصيل عن قرار الحكومة بإلغاء دعم بنزين 95، مؤكدا أن الوزارة لم تتلق من مجلس الوزراء الذى أعلن على لسان وزير التخطيط والتعاون الدولى أشرف العربى، أمس الأول، أن الحكومة وافقت على رفع الدعم عن «بنزين 95» ليصل إلى معدلات التكلفة الفعلية، أية معلومات أو تفاصيل عن موعد رفع الدعم والسعر الجديد للبنزين 95 الذى تستهلكه شريحة محدودة من الشعب.
وكان وزير التخطيط أعلن «بدء تطبيق توزيع البنزين من خلال الكوبونات بداية من أبريل القادم، بتوزيع حصص معينة للسيارات حتى 1600 سى سى، وما بعد ذلك تتم زيادته ليصل إلى التكلفة الحقيقية».
من جانبه، انتقد الدكتور رمضان أبوالعلا، الخبير البترولى، قرار الحكومة برفع الدعم عن بنزين 95 وتحديد أبريل المقبل موعدا لتحرير بقية الأنواع الأخرى، مؤكدا أنه قرار خاطئ من حيث التوقيت والمواءمة السياسية.
وقال أبوالعلا إن القرار غير مدروس، وكان يجب دراسة الموقف بشكل واضح، والبحث عن كميات المحروقات التى يتم تهريبها من مصر لقطاع غزة.
وميدانيا، لم ينفذ القرار إلى الآن فى محطات الوقود، ولم ترد إليها منشورات بتنفيذ القرار. وقال سمير عادل، مدير إحدى المحطات: «لم يصلنا القرار حتى الآن، ويتم التعامل مع زبائن بنزين 95 بنفس سعره وهو 2.75».
ونفى أحد عمال المحطة ارتفاع الأسعار قائلا: منذ الصباح وردت إلينا أكثر من 50 سيارة مستخدمة لبنزين 95 وتمت محاسبتهم بالسعر القديم ورغم علمنا بالقرار واستقبالنا لرسائل على الهواتف المحمولة من جهاز حماية المستهلك تفيد بارتفاع أسعار البنزين، إلا أن مفتش وزارة البترول لم يرسل لنا أى منشورات بالقرار، واقترح عدد من مستخدمى بنزين 95 الرافضين للقرار ممن استطلعت «الشروق» آراءهم، استبدال بنزين 95 ببنزين 92.
وردا على ذلك، يقول أستاذ الهندسة البترولية فى جامعة الأزهر، الدكتور محمد رضا، إن السيارات التى تعتمد على بنزين 95 من بادئ الأمر، ستتعرض لإتلافات عدة ستصيب المحرك والأجهزة المصاحبة له، كما ستؤدى لفقدان السيارة كفاءتها، وانخفاض قدرتها التى صنعت من أجلها.
واشار إلى أن ارتفاع بنزين 95 لن يؤثر بدرجة كبيرة، لأن إجمالى استهلاك بنزين 95 فى مصر يتراوح من 200 إلى 250 ألف لتر يوميا، مع العلم بأن استهلاك مصر للبنزين عموما يصل إلى 15 مليون لتر يوميا، ما يعنى أن بنزين 95 لا يمثل سوى 3% من إجمالى البنزين المستهلك