تحولت جنازتا اثنين من الفلسطينيين قُتلا خلال اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، إلى أعمال عنف أمس الثلاثاء، مما يبرز التوتر الناتج عن الصراع في غزة.
وقال مسعفون فلسطينيون إن الرجلين قتلا بنيران إسرائيلية في احتجاجين منفصلين في وقت سابق هذا الاسبوع أحدهما في قرية "النبي صالح" والأخر في مدينة "الخليل".
وقال الجيش الإسرائيلي إن جنوده أطلقوا النار وأصابوا رجلا في "الخليل" يوم الاثنين، بعد أن اقترب منهم وفي يده قنبلة حارقة، وأضاف أنه لا يعلم بسقوط أي قتلى في أعقاب احتجاج بقرية النبي صالح" لكنه قال إنه يحقق في الحادث.
وقال سكان "النبي صالح" إن رشدي التميمي (31 عاماً) توفي بعد إصابته بعيار ناري في البطن خلال مظاهرة يوم السبت احتجاجاً على الصراع المتواصل بين إسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية "حماس" في قطاع غزة.
وردد حشد من عدة ألاف عبارة "يا شهيد نام وارتاح وإحنا نكمل الكفاح" أثناء حمل الجثمان في أنحاء القرية، التي تشهد احتجاجات أسبوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت ابنة عمه نوال التميمي -وهي تذرف الدموع- "نحن سعداء لأنه نال الشهادة التي كان يتمناها، ولكن في النهاية فإن الأمر يبعث على الحزن والألم لأننا لن نراه مرة اخرى ابداً".
وبعد الجنازة رشق شبان ملثمون بالحجارة جنوداً إسرائيليين كانوا يصطفون عند مدخل القرية، والذين ردوا بإطلاق الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية.
ووقعت حوادث مماثلة في الخليل -الواقعة إلى الجنوب- وذلك في أعقاب جنازة حمدي الفلاح (22 عاما)، والذي توفي خلال احتجاج أخر؛ للتنديد بالهجوم على غزة.
وقال مسؤولون طبيون، إن الفلاح أُصيب بأعيرة نارية في الصدر والساق.
والضفة الغربية وقطاع غزة منفصلان جغرافياً وسياسياً، وتدير حركة المقاومة الاسلامية (حماس) قطاع غزة -الذي يبعد نحو 40 كيلومتراً عن الضفة- التي يديرها الرئيس الفلسطيني المدعوم من الولاياتالمتحدة- محمود عباس.
ويقول دبلوماسيون ومحللون إن من المرجح أن تتزايد شعبية حماس في الضفة الغربية؛ نتيجة قتالها ضد إسرائيل في حين سيضعف موقف عباس.
وقالت إسرائيل إنها شنت ضرباتها الجوية على غزة؛ لوقف الهجمات الصاروخية المتكررة من القطاع الساحلي، وقُتل أكثر من 120 فلسطينياً وخمسة إسرائيليين حتى الآن في الصراع.