أحمد سعد وعلاء أمين وأحمد البوردينى رحل نظام، وجاء آخر، ومازالت جزيرة القرصاية، التابعة لمحافظة الجيزة، محل أطماع ونزاعات مجموعة من رجال الأعمال، فضلا عن دخول المؤسسة العسكرية، على خط الأزمة منذ 4 سنوات, بحسب تأكيدات كثير من أهالى الجزيرة ل«الشروق».
تنقسم الجزيرة إلى جهتين، القبلية، التى توجد بها أراضٍ زراعية، تتوسطها فيللات فخمة، والثانية، يسكنها معظم سكان الجزيرة حيث تكثر فيها العشوائيات والمبانى التى لا يزيد ارتفاعها على دورين.
يرى كثير من سكان المنطقة، أن الجهة القبلية من الجزيرة هى مصدر الخلاف ما بين أهالى المنطقة، والمؤسسة العسكرية، حيث تمكث قوات الجيش منذ نحو 4 سنوات فى لسان ضيق لا يتجاوز اتساعه 100 متر خلف الجزيرة.
بمجرد دخولك إلى الجزيرة يؤكد لك الأهالى أنها منطقة زراعية يستأجرونها من الحكومة بحق الانتفاع ويدفعون إيجارا لا يتجاوز 400 جنيه للفدان فيما يلاحظ المار رفاهية المبانى السكنية والفيللات التى تتوسط هذه المناطق الزراعية.
الأهالى أكدوا حصولهم على حكم قضائى بانتفاعهم بالأرض، وعدم أحقية الجيش بالمكوث فى الأرض، إلا أنهم لم يتمكنوا من تنفيذ الحكم بسبب رفض الجيش مغادرته للأرض.
الأحد الماضى، تجددت نار الفتنة على أرض الجزيرة، عندما أرسل أحد الأثرياء بعض الفلاحين إلى الارض التى يمكث فيها الجيش لزراعتها، فتجددت الاشتباكات، فسقط 4 قتلى وأصيب 13 على الأقل فى معركة بين الجيش،والأغنياء، وقودها الفلاحون.
سكان جزيرة بين «البحرين» يعتمدون فى مصدر رزقهم على زراعة الأراضى التى يستأجرونها من الحكومة، أو الصيد فى مياه الجزيرة، وبيع الاسماك فى الاسواق أو العمل عند رجال الاعمال الذين يمتلكون مساحات واسعة من الأراضى، وسط معاناة تجددت برحيل نظام وقدوم آخر.
«الشروق» حاولت خلال جولتها بالجزيرة كشف معاناة سكانها، والبحث عن مدى أحقيتهم فى الارض التى يعيشون عليها محل الخلاف مع الجيش والذين أكدوا ل«لشروق» أنهم حاولوا أكثر من مرة التفاوض مع قوات الجيش، بعد حصولهم على الحكم القضائى بأحقيتهم فى الأرض، إلا انهم ماطلوهم فى ذلك، وطلبوا لقاء الأهالى، إلا أنهم رفضوا خشية اعتقالهم وارغامهم على التوقيع على التنازل على الأرض، كما فعلوا سابقا معهم، فتوجهوا لزراعة أرضهم التى تقيم فيها قوات الجيش، فجاء الجيش واشتبك معهم.
«الشروق» رصدت الفيللات المحطمة من قبل قوات الجيش بمعاونة أفراد الشرطة العسكرية، والتى تقع أمام تمركز قوات الجيش ويفصل بينهما خليج من الماء لا يزيد اتساعه على 8 أمتار. قالت د. ميرفت الخطيب شقيقة، أحمد البدوى، مالك الفيلا التى اقتحمتها قوات الجيش، إنه لا توجد بينهم وبين قوات الجيش أى عداوة، وأن أصل المشكلة هى محاولة الاستيلاء سابقا على الجزيرة بصورة كلية لإقامة منتجع سياحى، تابع لأحد الوزراء السابقين فى عصر الرئيس السابق حسنى مبارك، وهاجم الجيش الجزيرة سابقا لكن الأهالى تصدوا لهم وفشل الجيش فى الاستيلاء عليها، وأضافت أنه منذ تلك اللحظة مكثت قوات الجيش فى جزء من اللسان المقابل للفيللا لعدة سنوات.
وأشارت الى أن شقيقها أرسل الفلاحين لاستصلاح الأرض والمكوث فيها وبعد زراعتها ووضع المواشى فيها وتبعه باقى ملاك الارض فى ذلك، إلا أننا فوجئنا فجر أمس الاول بهجوم قوات الجيش على الفلاحين وحرق خيامهم وإطلاق النيران عليهم مما ادى الى فرارهم الى ناحية الفيللا ورمى انفسهم فى مياه الترعة الفاصلة بين الفيللا والارض موضع الخلاف، وسط اطلاق النيران من قوات الشرطة العسكرية.
وأضافت أن الجيش لم يكتف بحرق خيام الفلاحين بل استولى على مواشيهم وعلى الزراعات والاشجار التى كانوا يزرعونها، بل وصل الأمر إلى إطلاق النيران عليهم وتعقبهم، واقتحام الفيللا التى احتموا بها.
وقال محمد عبد الفتاح من سكان الجزيرة إنه منذ 10 سنوات تقريبا كان وزير الاسكان الاسبق محمد إبراهيم سليمان يريد اخذ ارض الجزيرة كلها الا ان أهالى الجزيرة احتجت على ذلك ورفعنا دعوى قضائية ضده، وكسبناها، وبعدها استولى الجيش على جزء من أرض الجزيرة.