قدم وزير النقل، محمد رشاد المتينى، استقالته إلى الرئيس محمد مرسى اعترافا منه ب«المسئولية السياسية» عن حادث اصطدام قطار أسيوط بأتوبيس تابع لمدارس «دار حراء» الخاصة بأسيوط عند المزلقان الواقع بين محطتى «الحواتكة ومنفلوط» صباح أمس. وأعلن وزير النقل قبل رحيله قبول استقالة رئيس الهيئة القومية للسكك الحديدية، مصطفى قناوى، وتحويله للتحقيق لمعرفة المتهم فى كارثة قطار أسيوط التى راح ضحيتها 50 طفلا وسائق الأتوبيس ومدرستين وإصابة آخرين.
من جانبه، أكد المستشار الإعلامى لوزارة النقل، محمد الشحات، ل«الشروق» إن الوزير المستقيل كان فى مكتبه لمتابعة الحادث ثم قدم استقالته وجمع متعلقاته وغادر مكتبه إعلانا لمسئوليته السياسية عن حوادث القطارات.
وأشار الشحات إلى إجراء التحقيق مع رئيس السكة الحديد المقال وباقى قيادات الهيئة ومدير التشغيل لمعرفة المتهم الحقيقى فى الكارثة وإعلان كل التفاصيل للرأى العام. منوها إلى أن موعد بدء التحقيق مع قناوى سيحدده الوزير الجديد الذى سيخلف المتينى.
من ناحيتها، أعلنت وزارة النقل تكليف نائب رئيس هيئة السكك الحديدية للموارد البشرية، حسين زكريا فضالى، بالقيام بأعمال رئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر لحين صدور قرار آخر.
وفى آخر تصريح له قبل استقالته وإحالته إلى التحقيق، حمّل مصطفى قناوى، سائق الأتوبيس المسئولية عن حادث القطار
وأكد رئيس الهيئة المستقيل ل«الشروق» أن خفير مزلقان المندرة أقسم له بأن المزلقان كان مغلقا بالجنزير، لكن سائق الأتوبيس اقتحمه بسرعة للعبور قبل وصول القطار لكن القطار كان أسرع فاصطدم بالأتوبيس الذى «انحشر» أسفله وأوقف القطار.
وأضاف قناوى أن ما صرح به هو ما يملكه من معلومات عن الحادث عبر اتصالاته الهاتفية التى أجراها فور وقوع الحادث. مناشدا المواطنين عدم اقتحام المزلقانات أثناء إغلاقها حفاظا على سلامتهم وسلامة سير القطارات.
ورغم أن رئيس الهيئة قد حمَّل سائق أتوبيس الرحلات المسئولية عن حادث قطار أسيوط بعد اقتحامه للمزلقان الواقع بين محطتى «الحواتكة ومنفلوط»، فإن نائب رئيس هيئة السكة الحديد للمسافات الطويلة، جمال دويدار، أكد أن الإشارة كانت مفتوحة أمام القطار رقم 165 بما يعنى أن مزلقان منطقة «المندرة» التى وقع عندها الحادث مغلقا، إلا أن سائق القطار فوجئ بالأتوبيس أمامه فاصطدم به لعدم قدرته على الوقوف بشكل مفاجئ.
وشدد دويدار على أن عامل مزلقان «المندرة» هو من ترك المزلقان مفتوحا وأنه أبلغ قطاع المتابعة بالقاهرة بذلك، واتهمه بأنه سبب الحادث لأنه نسى إغلاق المزلقان مما تسبب فى وقوع تلك الكارثة.
وكشفت مصادر داخل هيئة السكة الحديد ل«الشروق» أن خفير مزلقان «المندرة» كان نائما وقت مرور القطار، وأن مراقب البرج اتصل بالخفير عدة مرات لإبلاغه بقدوم القطار رقم 187 الذى سبق قطار الحادث، إلا أنه لم يرد على الهاتف وعلم أنه كان نائما، واستمر فى نومه حتى مرور القطار الذى اصطدم بالأتوبيس.