ستصبح الولاياتالمتحدةالأمريكية أكبر منتج للبترول فى العالم خلال ثمانى سنوات من الآن بعد أن تتفوق على المملكة العربية السعودية المنتج الأكبر الحالى، وبعدها تستطيع الولاياتالمتحدة أن تؤمن لنفسها الطاقة اللازمة لسد احتياجاتها لمدة عشر سنوات، لتصبح لأول مرة فى تاريخها مكتفية ذاتيا فى مجال الطاقة، وبعدها ستصبح مُصدرة صافية للنفط، وفقا لما توقعته الوكالة الدولية للطاقة فى أحدث تقاريرها الصادر أمس. «هل يمكن أن نحصل على استقلالنا فى مجال الطاقة خلال ثمانى سنوات؟» هكذا تساءل ميت رومنى المرشح الجمهورى لرئاسة الولاياتالمتحدة خلال خطبته التى تعهد فيها بتنفيذ خطة لإنتاج مزيد من الطاقة وزيادة واردات النفط للولايات المتحدة من الحلفاء المكسيك وكندا ليجعل أمريكا الشمالية تعتمد على نفسها فى إنتاج طاقتها منذ شهرين من الآن، ولكن توقعات وكالة الطاقة الدولية تشير إلى أن الولاياتالمتحدة برومنى أو بغيره ستكون دولة مستقلة فى مجال الطاقة بعد نفس الثمانى سنوات.
كانت الولاياتالمتحدة قد سعت إلى تعزيز قدراتها فى إنتاج وتأمين احتياجاتها من النفط منذ أزمة النفط فى 1973، «كان الاستقلال فى مجال الطاقة حلم كل رئيس منذ ريتشارد نيكسون، ويعتقد رومنى أنه وجد الحل عندما قال هذا حقيقى، هذا هدف يمكن تحقيقه، ولن نحتاج لشراء أى نفط من الشرق الأوسط أو فنزويلا أو أى مكان آخر» وفقا لفورين بوليسى.
وتبعا لوكالة الطاقة الدولية، سيشهد العالم تحولا كبيرا فى إنتاج الطاقة، و«ستكون أمريكا الشمالية فى طليعة هذا التحول الكاسح فى إنتاج النفط والغاز وهو التغير الذى من شأنه التأثير على جميع مناطق العالم، ومع ذلك فإن هناك إمكانية أيضا لتحول كبير فى مجال كفاءة الطاقة العالمية»، قال المدير التنفيذى لوكالة الطاقة الدولية ماريا فان دير هوفن.
وأضاف هوفن «أن تقرير هذا العام حول الطاقة يشير إلى أنه بحلول عام 2035 نستطيع تحقيق وفورات فى الطاقة تعادل تقريبا 20% من الطلب العالمى الحالى، وبعبارة أخرى فإن كفاءة الطاقة لها نفس أهمية زيادة إمدادات الطاقة».
ورغم الزيادات المتوقعة فى إنتاج النفط إلا أن الوكالة توقعت زيادة فى الاسعار نتيجة زيادة الطلب العالمى فى الأسواق الناشئة، خاصة فى الصين والهند والشرق الأوسط، حيث توقعت الوكالة أن يرتفع سعر برميل البترول إلى 125 دولارا مقارنة ب 107 دولارات السعر الحالى، لذا تتوقع الوكالة أن تهتم الدول المنتجة للنفط بتأمين تدفقاتها نحو دول الشرق.
كما توقعت وكالة الطاقة الدولية ارتفاع الطلب العالمى على الكهرباء أكثر من 70% ما بين 2010 و2035 مدفوعا إلى حد كبير بنمو الطلب من الاقتصادات الناشئة، أى ما يعادل متوسطا سنويا قدره 2.2%، وأضاف التقرير أن أكثر من 80% من الزيادة ستأتى من دول غير أعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية خاصة الصين والهند، وقال التقرير «ستنمو قدرة توليد الكهرباء عالميا بنحو 75 بالمائة من 5429 جيجاوات فى 2011 إلى 9340 جيجاوات فى 2035»، وتعادل الزيادة قدرة نحو أربعة آلاف محطة كهرباء من الحجم القياسى.