احتشد عشرات ألآلاف من الكويتيين في ساحة الإرادة أمام البرلمان أمس الأحد، في مظاهرة سلمية تقودها المعارضة للاحتجاج على قواعد تصويت جديدة قبيل الانتخابات المقررة في أول ديسمبر.
وكانت مظاهرات نظمت في الآونة الاخيرة لمعارضة التغييرات الانتخابية التي أمر بها أمير البلاد الشهر الماضي قد أدت إلى اشتباكات بين المحتجين والشرطة مع امتداد المسيرات خارج المناطق المخصصة عادة للتظاهر.
وتدفق مئات الرجال -يرتدون الجلباب الابيض التقليدي- إلى الساحة، حيث ألقى زعماء المعارضة خطباً من على منصة في المتظاهرين الذين جلس كثيرون منهم على أبسطة يحتسون الشاي في حين ردد آخرون أغاني كويتية.
وجلس مئات النساء بالعباءات السوداء التقليدية في منطقة منفصلة بالساحة، وحلقت طائرات هليكوبتر فوق الحشد واصطفت الشرطة على جانبي الشوارع التي اختنقت فيها حركة المرور حول الساحة.
ومع أن الكويت الغنية بالنفط وصاحبة النظام السخي للرعاية الاجتماعية تجنبت ذلك النوع من الانتفاضات الشعبية التي شهدتها دول الربيع العربي فقد اشتد التوتر بين الحكومة والسياسيين المعارضين.
وتقول المعارضة، المؤلفة من مشرعين اسلاميين وعشائريين وليبراليين وكذلك جماعات شبابية أن قواعد التصويت الجديدة، هي محاولة للتأثير على نتائج الانتخابات البرلمانية لحساب مرشحين مؤيدين للحكومة.
وبموجب القواعد الجديدة يختار الناخب مرشحاً واحداً فقط بدلاً من أربعة، وهو تحرك تقول المعارضة أنه يمنع مرشحيها من الفوز بالأغلبية التي حققوها في الانتخابات السابقة.
من جانبه، قال أمير البلاد- الشيخ صباح الاحمد الصباح (83 عاما)، والذي يقود البلاد منذ عام 2006، أن "القواعد الجديدة تهدف إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية، وحذر الأسبوع الماضي من أنه لن يكون هناك أي تراخ في التصدي للتهديدات للأمن الوطني".
كما دعت المعارضة الكويتية إلى مقاطعة الانتخابات، التي تهدف لتشكيل خامس برلمان للبلاد في ست سنوات.
ويدعو بعض المحتجين أيضاً إلى حكومة منتخبة وليست معينة من جانب عائلة الصباح، التي تحكم الكويت منذ أكثر من 250 عاماً، ويريدون أيضاً السماح بتشكيل أحزاب سياسية وهو أمر محظور حالياً.