مع انعقاد المؤتمر ال18 للحزب الشيوعي الحاكم في الصين، من المرجح أن يتسلم شي جين بينج منصب السكرتير العام للحزب، وهو ما يعني توليه رئاسة الدولة البالغ عدد سكانها أكثر من 1.3 مليار نسمة، وسط توقعات بأن يكون الفساد المستشري هو أكبر التحديات أمام الرئيس المقبل. وقالت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية: "إن من يترأس ثاني اقتصاد في العالم، بعد الولاياتالمتحدة، لا يختار فريقه الرئاسي؛ إذ إن الحزب الحاكم هو الذي سيغير 70% من أعضاء الحكومة وقيادات الجيش، بحلول مارس المقبل."
وبحسب خبراء، فإن هذه التغييرات لن تجعل شي جين خليفة الرئيس المنتهية ولايته، هو جين تاو،" ذو العقلية الإصلاحية" يستأنف الإصلاحات التي بدأها جين تاو.
ويواجه الرئيس المقبل تحديًا أمنيًا محليًُا أكثر من التحديات الخارجية؛ فسنويًا تحدث 18 ألف حادثة تتطلب التدخل الأمني في الصين.
كذلك تواجه الصين منذ سنوات عدة أزمات عمد هو جين تاو لمعالجتها، مثل: خصخصة المساكن، وتقليص ملكية الدولة للشركات، وإعادة هيكلة النظام البنكى، والانضمام لمنظمة التجارة العالمية، وضم رجال أعمال لحزب الحاكم، فضلا عن إقرار مبدأ العدالة الاجتماعية، ورفع مستوى الريف.
كما عمل على زيادة الإنتاج المحلي، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وهي الاستراتيجية التي أثنى عليها البنك الدولي، وأيضًا يواجه الرئيس المقبل معضلة كبيرة، وهي الفساد المستشري على كافة المستويات، ويتطلب تغييرات جذرية على المستوى السياسي.
فضلا عن تقليل اعتماد الصين على الممارسات التجارية غير العادلة، وزيادة دور السوق، والسماح بفرص أكبر للاستثمارات الخارجية واعتماد استراتيجية تقوم على عدم تلويث البيئة، ووضع العجز في الميزانية تحت السيطرة.
ووفقا ب"منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية"، التي تضم أغنى دول العالم، ستفقد الولاياتالمتحدة موقعها كأكبر قوة اقتصادية؛ إذ ستتجاوزها الصين عام 2016، ثم الهند. وقال الأمين العام للمنظمة، إنجيل جوريا، إنه: "نتيجة معدل نموها القوي، فإن إجمالي الناتج الداخلي للصين والهند سيتجاوز إجمالي ناتج أكبر سبع اقتصاديات عالمية (مجموعة السبع) بحلول عام 2025".