مصطفى هاشم ومحمد الفقى وماهر عبدالصبور ومحسن العشرى قبل يوم من انطلاق مليونية تطبيق الشريعة الإسلامية المقرر لها غدا الجمعة فى ميدان التحرير، ضرب الانقسام القوى والأحزاب الإسلامية التى كانت قد رحبت بالمشاركة فى تلك الجمعة.
وفيما تزعمت الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية والجبهة السلفية التيار المؤيد لمليونية الغد، طالبت «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح»، القوى الداعية إلى المليونية إلى التريث لحين خروج المسودة النهائية للدستور، بينما لجأت «الدعوة السلفية» إلى تنظيم مؤتمرات جماهيرية فى معظم المحافظات.
ويشارك فى المليونية نحو 20 حركة وحزبا سياسيا إسلاميا منها «الجماعة الإسلامية» و«الجبهة السلفية وحركة حازمون وائتلاف نصرة الشريعة».
وأكدت جمعية الدعوة السلفية أنها لم تصدر قرارا حتى الآن بشأن المشاركة، وأصدرت بيانا تؤكد فيه أن مشاركتها مرهونة بتوافق القوى الرئيسية الإسلامية حول المليونية حيث قالت «التزمت الدعوة السلفية بعدم المشاركة فى أى فاعلية عامة باسم التيار الإسلامى إلا بعد التشاور مع الفصائل الإسلامية الرئيسية، وأنها لم تحدد موعدًا محددًا لهذه الفاعلية العامة، ولا الشكل الأمثل لهذه الفاعلية.
وأشارت إلى أنها لجأت لسلاح المؤتمرات الحاشدة لتوعية المواطنين بأهمية الشريعة والضغط على الإخوان من أجل حذف كلمة مبادئ من المادة الثانية وقالت إن «الدعوة السلفية قد بدأت فى تنظيم مؤتمرات حاشدة فى كل المحافظات؛ دفاعًا عن الشريعة وبيانًا لوجوب مرجعيتها، وردًا على الشبهات المثارة حولها».
وقبل إعلان الموقف الرسمى للدعوة السلفية، أعلن حزب النور ببورسعيد عن قيامه بتنظيم رحلات إلى ميدان التحرير غدا للمشاركة بجمعة مليونية تطبيق الشريعة، حيث انتشرت لافتات على ابواب المساجد تعلن عن قيمة الاشتراك 30 جنيها واماكن تجمع المسافرين بمناطق الاحياء المختلفة.
وحول أهداف حزب النور فى مليونية تطبيق الشريعة إذا أعلن مشاركته فى المليونية قال د.يسرى حماد المتحدث باسم حزب النور فى تصريحات ل«الشروق» إننا «سيكون هدفنا هو إظهار حجم التأييد الشعبى لتطبيق الشريعة الإسلامية وأن هذا المطلب ليس قاصرا على السلفيين وحدهم، وإنما كل أطياف الشعب تريد تحكيم الشريعة الإسلامية»، مشيرا إلى اجتماع داخل الحزب اليوم لتحديد الموقف النهائى من المشاركة فى المليونية.
أما الجماعة الإسلامية فقررت النزول فى المليونية تحت شعار «الشريعة ومصر فى خطر» وعدم تأجيلها مرة أخرى، مؤكدة أنها بدأت فى حشد أنصارها بداية من الأسبوع الحالى.
وقال عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية إن بعض الليبراليين والعلمانيين يسعون لتقليص دور الشريعة فى الدستور، بالرغم من أن الشعب يريد تطبيق الشريعة، ومن ثم فإن الشريعة فى خطر، بالإضافة إلى أن الفساد ما زال ينخر فى الوطن من خلال بعض فلول النظام السابق.
وأضاف فى تصريحات خاصة ل«الشروق» أن الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية وضعت عدة أهداف لهذه المليونية أهمها «تعديل وجود الشريعة الإسلامية فى الدستور، وضرورة مواجهة الفساد وتطهير البلاد من المفسدين، وضرورة تفعيل العدالة الاجتماعية بشكل سريع وفاعلية، وضرورة استقالة النائب العام والقصاص العادل للشهداء لأنه ما زال يحمى فلول النظام السابق ويطارد الثوار، فضلا عن المطالبة بضرورة فرض الأمن والقيم بالتنمية فى سيناء».
وحول تسمية البعض لها بأنها «جمعة قندهار الثانية» قال «إذا كانت المطالبة بالعدالة الاجتماعية وتطبيق الشريعة الإسلامية وإقالة النائب العام لها علاقة بقندهار فكلامهم صحيح، لكن من يسمونها بقندهار يريدون أن ينفروا المواطنين من هذه المليونية حتى لا ينزلوا.
وفى سياق متصل، قال طارق الزمر عضو المكتب السياسى لحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، إن وفد ائتلاف الدفاع عن الشريعة الإسلامية اجتمع أمس الأول، مع لجنة الاستماع بالجمعية التأسيسية وتم التأكيد على عدم قبول الشعب المصرى تهميش وتقليل مكانة الشريعة الإسلامية.
وأضاف الزمر فى تصريحات ل«الشروق»، إن الوفد ضم عددا كبيرا من العلماء وأساتذة الجامعات، وعلى رأسهم د. محمود مزروعة، ود.محمد الصغير، ود.صلاح سلطان، وأحمد هليل، وعاصم عبدالماجد، ود. خالد سعيد، وعلاء الروبى، وهاشم إسلام، وحسن أبوالأشبال فضلا عن عدد آخر من العلماء.
وتابع الزمر إن الجماعة الإسلامية وحزبها السياسى تعكف على التنسيق مع مختلف القوى الإسلامية على اختلافها للنزول بشكل كبير الجمعة المقبلة 9 نوفمبر، مشيرا إلى أن الاتجاه العام يرى ضرورة النزول فى هذا اليوم تحديدا، خاصة مع صعوبة النزول إلى الميدان فى وقت لاحق، نظرا لأن التصويت على مسودة الدستور داخل الجمعية يوم 15 نوفمبر المقبل.
وفى المنيا، أصدرت الجماعة الإسلامية بيانا رسميا تم توزيعه فى شوارع المحافظة حددت فيه فعاليات الجمعة حيث يتجمع الشباب والمشاركون امام مسجد الرحمن، معقل الجماعة بالمحافظة ومن ثم تخرج الحشود لميدان الشهداء والمرور بشوارع المحافظة رافعين رايات.. عيش.. شريعة.. عدالة اجتماعية..
وفى بورسعيد علقت الجماعة الإسلامية بيانات بالشوارع والميادين الرئيسية بمحافظة بورسعيد ومدينة بورفؤاد تعلن فيها عن توفيرها أتوبيسات مجانية بدون وجبة طعام لنقل أنصار مليونية تطبيق الشريعة غدا من المدينة وحتى ميدان التحرير.
من جهتها طالبت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح القوى الإسلامية التى أعلنت تنظيمها لمليونية تطبيق الشريعة ب«التريث حتى تصدر المسودة النهائية للدستور»، مشيرة إلى أنها ستتوافق مع كل القوى الإسلامية حينها لاتخاذ موقف محدد من المسودة النهائية، مطالبة فى الوقت ذاته بحذف كلمة مبادئ من المادة الثانية.
وطالبت الهيئة الشرعية مجددًا بإعلاء مرجعية وحاكمية الشريعة فى المواد التى صيغت بعبارة مطلقة من كل قيد فى مواد الحقوق والحريات ومادة مساواة المرأة بالرجل، مؤكدة أهمية تضمين الدستور مادة تحظر كل تشريع يصدر مستقبلًا بالمخالفة لأحكام الشريعة الإسلامية.