بعد دقائق من إعلان فوز بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثانى، فى القرعة الهيكلية، شهدت مواقع التواصل الاجتماعى، فيس بوك، وتويتر، حالة واسعة لتبادل صورته فى مواجهة صورة القيادى السلفى، عضو لجنة المقومات الأساسية بالجمعية التأسيسية للدستور ياسر برهامى، وسط دهشة من حجم التشابه الكبير بينهما والذى يصل إلى حد التطابق. انهالت التعليقات الساخرة وكان أبرزها «السلفيون ضحكوا علينا وجابوا لنا برهامى بطريرك»، و«يخلق من الشبه أربعين» و«فولة وانقسمت نصفين».
البابا تواضروس الثانى، الذى يكبر الدكتور برهامى ب 6 سنوات، كلاهما درس الشعبة ذاتها فى الثانوية العامة، علمى علوم، وتلقيا تعليمهما الجامعى بجامعة الاسكندرية، تخرج الأول فى كلية الصيدلة والأخير فى الطب، ربما جمعتهما أماكن أخرى ضمن أحياء الاسكندرية وشوارعها ولكنهما لم يتعارفا، ولم يدركا أن القدر سوف يجمعهما بعد سنوات فى صورة واحدة، رغم اختلاف الدروب والاهداف بينهما.
تواضروس الثانى الآن رأس الكنيسة الارثوذكسية، وبرهامى يعتبره بعض السلفيين مرجعية دينية كبيرة مع تزايد حجم وتأثير الدعوة السلفية فى الفترة الأخيرة، إلا أن مواقفهما السياسية مختلفة كل الاختلاف، بالرغم أنه لم يكن لأى منهما نشاط سياسى قبل ثورة 25 يناير، إلا أن برهامى منذ قيام الثورة اختار العمل السياسى وانخرط فيه، بينما أكد البابا تواضروس الثانى على موقفه من السياسة التى اعتبرها ليست من مهام رجال الدين أو الكنيسة ولا أولوياته الشخصية كبطريرك للأقباط الأرثوذكس، موضحاً أن الفترة منذ عصر السادات وحتى ثورة 25 يناير هى التى أجبرت البابا شنودة والكنيسة على التورط فى السياسة.