يتفاجأ من يعرف أن الناخب الأمريكى لا يذهب إلى مركز الاقتراع لاختيار رئيسه بشكل مباشر، إذ يذهب ليختار من يختار له الرئيس. فالنظام الانتخابى فى الولاياتالمتحدة فريد من نوعه ومعقد للغاية؛ حيث يمنح الناخب صوته إلى أحد المندوبين فى ولايته، وبدوره، يمنح هذا المندوب صوته لأحد المرشحين فى الانتخابات، إذ يعتمد الأمريكيون ما يعرف ب«المجمع الانتخابى».
هذا «المجمع الانتخابى» يتألف من 538 مندوب عن الولاياتالأمريكية الخمسين إضافة إلى العاصمة واشنطن، ولكل ولاية عدد مختلف من المندوبين فى ذلك المجمع، فإذا كانت ولاية كبيرة العدد كان عدد ممثليها كبيرا أيضا، مثل كاليفورنيا التى يمثلها 55 مندوبا، بينما يبلغ عدد ممثلى ولاية ديلاوير، قليلة السكان، ثلاثة مندوبين فقط.
وبما أن نظام الحكم فى الولاياتالمتحدة فيدرالى، فان كل ولاية مسئولة عن تنظيم العملية الانتخابية داخلها، بما فيها وضع ضوابط الاقتراع، ومنها موعد بدء التصويت المبكر، ووسائل الاقتراع، مثل التصويت الإلكترونى، فضلا على أوقات فتح وإغلاق مراكز الاقتراع. وتتحمل الولايات معظم التكاليف الإدارية المتعلقة بالانتخابات، إذ لا تحصل إلا على دعم ضئيل من الحكومة المركزية.
وعدد ال538 مندوبا عن الشعب الأمريكى يمثل عدد أعضاء الكونجرس بمجلسيه، النواب والشيوخ، ولكل مندوب فى «المجمع الانتخابى» صوت واحد يدلى به لأحد مرشحى الرئاسة ومرشح لمنصب نائب الرئيس. والفائر بالعدد الأكبر من أصوات المندوبين داخل كل ولاية يحصل على كل أصوات «المجمع الانتخابى» فى هذه الولاية.
وبعد الانتخاب الشعبى الذى يجرى فى نوفمبر، يجتمع أعضاء «المجمع الانتخابى» فى أول يوم اثنين من شهر ديسمبر فى عواصم ولايتهم؛ لاختيار الرئيس ونائبه، على أن يتم نقل النتائج إلى الحكومة الفيدرالية.
ثم يتم عد الأصوات فى جلسة مشتركة للكونجرس بمجلسيه فى السادس من يناير من العام التالي. وللفوز فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، يحتاج المرشح لحصد 270 صوتا زائد واحد فى «المجمع الانتخابى».
وفى عام 2008، جمع باراك أوباما أصوات 365 مندوبا مقابل 173 صوتا لمنافسه الجمهورى، جون ماكين؛ ما يصعب من مهمة المرشح الجمهورى، ميت رومني. ويمكن القول إن أصوات المندوبين المضمونة لأوباما تبلغ 237 صوتا مقابل 191 لرومنى، وتبقى 110 أصوات متاحة لكل منهما، وبينما يحتاج المرشح الديمقراطى ل33 صوتا فقط لحسم سباق الرئاسة، يحتاج منافسه رومنى 80 صوتا ليحقق الرقم السحرى، وهو 271 صوتا اللازمة لدخول البيت الأبيض.