بدأت الحملة الرسمية لانتخاب رئيس جديد فى الولاياتالمتحدة فى الثالث من يناير الماضى، وعلى الرغم من مرور مايقرب من شهرين إلا أن الحملة لم تبلغ هذه الدرجة من السخونة التى تستحقها فالمواطنون الأمريكيون الذين سيقومون بالتصويت يوم 6 نوفمبر القادم علي اختيار المرشح الذي سوف يسكن البيت الأبيض في السنوات الأربع القادمة. هذا التقرير هو بداية لسلسلة من التحليلات التي سوف تقوم "بوابة الوفد" بنشرها حتي موعد الانتخابات و نحاول من خلالها أن نسلط الضوء علي تطورات الحملة الانتخابية لكل المرشحين و سنبدأ بتقديم المعلومات الأساسية عن العملية الانتخابية في الولاياتالمتحدةالأمريكية بما فيها من مصطلحات قد لا تكون مألوفة للقارئ المصري و العربي. عملية الترشح فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية يشكل الحزبان الجمهوري و الديمقراطي الحزبين الرئيسيين في الولاياتالمتحدةالأمريكية بينما يشكل المستقلون و الأحزاب الأخري ما يعرف جمعاً باسم الحزب الثالث. في الفترة التي تسبق الترشيحات النهائية يقوم المرشحون في كل حزب بمحاولة كسب أصوات المندوبين في كل حزب علي مستوي ال50 ولاية عن طريق انتخابات تمهيدية و مؤتمرات حزبية وصولاً الي المؤتمر الحزبي العام و بعد استقرار كل حزب على مرشحه النهائي الذي سوف يخوض به الانتخابات تستمر حملة المرشحين النهائيين حوالي خمسة أشهر أي من شهر يونيو الي نوفمبر. عملية انتخاب الرئيس و للفوز بالرئاسة يحتاج المرشح للرئاسة الأمريكية إلى 270 صوتاً من إجمالى أصوات أعضاء "المجمع الانتخابي" ." Electoral College” البالغ عددهم 538 مندوباً، و هو ما يوازي عدد أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين. و يمثل كل ولاية أمريكية عدد من المندوبين داخل هذا المجمع بحسب عدد سكانها وعدد النواب الذين يمثلونها في الكونجرس الأمريكي. و تحتل ولاية كاليفورنيا المرتبة الأولى بين الولايات الخمسين و لها 55 مندوباً في المجمع و يتبعها ولاية تكساس و لها 38 مندوباً و تأتى ولايتا نيويورك و فلوريدا فى المرتبة الثالثة و لكل منهما 29 مندوباً و يتفاوت عدد المندوبين عن كل ولاية بعد ذلك حتى يصل ل 3 مناديب فقط لعدد كبير من الولايات منها فيرمونت و ديلوير و ألاسكا و مونتانا و ويمنج و داكوتا الشمالية والجنوبية و أخيراً واشنطن العاصمة . و من السابق، يتضح أن القول الفصل هو للمجمع الانتخابى فعندما يحصل المرشحان على أصوات متقاربة ففى هذه الحالة يمكن أن يخسر أحدهما السباق رغم حصوله على أغلبية أصوات الناخبين الأصليين و هو ما حدث بالفعل فى انتخابات عام 2000 حينما خسر " آل جور " المرشح الديمقراطى رغم تقدمه بأكثر من 540 ألف صوت إلا أن المرشح الجمهورى "جورج بوش" الابن نجح فى الحصول على 271 صوتاً من مندوبى المجمع الانتخابى و هى أغلبية النصف زائد واحد و فاز بالانتخابات . الانتخابات التمهيدية و المحافل الحزبية (Primaries & Caucuses) تعقد الانتخابات التمهيدية علي المستوي المحلي و الولايات و تحدد عدد المندوبين التي سيحصل عليها المرشح من الولاية خلال المؤتمر العام للحزب الذي سيقوم بتسمية مرشحه لانتخابات الرئاسة و بالنسبة للمحافل الحزبية و الانتخابات التمهيدية هي تعقد علي مستوي الولايات الخمسين بالإضافة إلي واشنطون دي سي و المناطق التابعة للحكومة الفيدرالية وليست ولايات و هي سوموا الأمريكية، جوام، جزر ماريانا الشمالية، بورتو ريكو، و الجزر العذراء الأمريكية . المؤتمر العام للحزب (Party Convention) عملية التصويت الداخلي التي سوف تستمر لمدة 5شهور سوف تتوج بالمؤتمر العام للحزب الذي سيقوم باختيار مرشحه النهائي و سوف يعقد المؤتمر العام للحزب الجمهوري في الفترة من 27 الي 30 أغسطس للحزب الجمهوري في مدينة تامبا في ولاية فلوريدا و يعقد الحزب الديمقراطي مؤتمره العام في الفترة من 3إلي6 سبتمبر في مدينة شارل وا في ولاية كارولينا الشمالية لتسمية مرشحه و عقد الانتخابات الداخلية و أيضاً عقد اللقاءات مع المرشحين المختلفين و الاتفاق علي الخطوط العامة للحملة الانتخابية. المرشحون البارزون بخلاف الرئيس الأميركي "باراك أوباما" لا يوجد مرشح آخر من الحزب الديمقراطي. علي الجانب الآخر في الحزب الجمهوري تدور معركة حامية الوطيس بين 4 مرشحين لنيل ترشيح الحزب الجمهوري وهم: "ميت رومني" حاكم ولاية ماستشوستس السابق بإجمالي عدد أصوات 115 مندوبا، الثاني هو السيناتور السابق "ريك سانتوروم" من ولاية بنسلفانيا بأجمالي عدد أصوات 37 مندوبا، الثالث هو "نوت جينجريتش" من ولاية جورچيا رئيس مجلس النواب السابق خلال إدارة الرئيس كلينتون ، و الرابع هو عضو الكونجرس "رون بول" من تكساس بأجمالي عدد أصوات 28 مندوب و يحتاج المرشح عن الحزب الجمهوري إلي 1144 صوت مندوب ليفوز بترشيح الحزب و عليه فإن الطريق مازال طويلاً أمام المرشحين و انه من السابق لأوانه التكهن بنتيجة الانتخابات التمهيدية. الموقف الحالي للمرشحين الجمهوريين شهدت ولايتا ميتشجان و أريزونا يوم الثلاثاء الماضى منافسة حامية بين "ميت رومني" و "ريك سانتورم" حيث ولد الأول و نشأ هناك و كان والده حاكماً للولاية و "سانتوروم" الذى تقاسم معه مندوبى الولاية الثلاثين بينما فاز " رومنى " فى ولاية أريزونا حيث حظى بتأييد 48 % ثم تبيعه بفارق كبير " سانتورم " الذى حظى بتأييد 26 % . و تتجه الأنظار الآن إلى الانتخابات التمهيدية التي سوف تعقد يوم الثلاثاء 6 مارس في عشرة ولايات بما يعرف بإسم الثلاثاء الكبير (Super Tuesday) للحزب الجمهوري و هذه الولايات هي ألاسكا، چورچيا، إيداهو، ماستشوستس، داكوتا الشمالية، أوهايو، اوكلاهوما، تنسيي، ڤيرمونت، فيرجينيا.. و إجمالى مندوبى هذه الولايات 437 مندوباً . أهم القضايا المطروحة فى الحملة يظل الاقتصاد و أزمة البطالة هي الشغل الشاغل للمواطن الأمريكي و يشير استطلاع للرأي قامت به صحيفة نيويورك تايمز إلى أن 44٪ فقط راضون عن إدارة الرئيس أوباما للملف الاقتصادي و بالرغم أن البطالة قد انخفضت الي 8,5٪ و هي الأقل في خلال الثلاث سنوات الماضية إلا أن الناخب الأمريكي غير راضٍ عن وتيرة الإصلاح الاقتصادي، بالرغم من نجاحات إدارة الرئيس أوباما في تعقب و إعدام أسامة بن لادن في باكستان و محاربة الإرهاب الدولي إلا أن القضايا الدولية لا تستحوذ إلا على اهتمام 2٪ من الناخبين الأمريكيين و الجمهوريين بالتالي لن يفوتوا الفرصة بدون استغلال هذا الملف ولكن يغلب علي خطاب مرشحيهم مغازلة اليمين الديني في أمريكا و التصدي إلي ملفات اهمها حقوق الشواذ، الحق في الإجهاض و منع النسل لمغازلة هذا التيار و تبني مواقف متشددة علي امل أن تحصل علي تأييدها في الانتخابات العامة.