قال اللواء مهندس شفيق البنا، كبير موظفي مؤسسة الرئاسة الرئيس السابق لقطاع الشؤون الفنية والإدارية في رئاسة الجمهورية إبان عهد الرئيس السابق حسني مبارك، إن زكريا عزمي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، كان يمارس التنصت ويسجل جميع مكالمات الموظفين العاملين داخل أروقة قصور الرئاسة، ويدخل بها إلى مبارك حتى يعلم أسرار حاشيته. وأكد البنا في حديثه لبرنامج "الحدث المصري" الذي يقدمه محمود الورواري على قناة "العربية"، أن عزمي حاول التسجيل لمبارك نفسه، مشيرا إلى أن الرئيس السابق كان حريصا جدا ويؤمّن نفسه بشتى السبل، بغية الحفاظ على سرية مكالماته من التنصت، لدرجة أنه كان يتحدث مع الناس بدلا من الهاتف.
وصرّح البنا بأن عملية التنصت كانت تتم على هوى ذكريا عزمي دون صدور أي تعليمات رسمية بذلك، وإذا لم تكن تحوي مواضيع هامة يتخلص منها بواسطة فرمها خشية استخدمها ضده.
كما كان يحول خطابات رئاسة الجمهورية إلى جمال مبارك لا إلى الرئيس السابق، باستثناء مخاطبات القوات المسلحة والمخابرات، فقد كانت بعيدة عن يد نجل مبارك.
ولفت البنا إلى أن زكريا عزمي قام بفرم جميع المستندات والشرائط في الفترة التي أعقبت خلع مبارك حتى تم القبض عليه. ونفى اللواء شفيق البنا ما تردد في الفترة الأخيرة عن وجود تسجيلات لمكالمات الرؤساء، وأضاف، يجب التفرقة بين مؤسسات الرئاسة، وهي تنقسم إلى ثلاث جهات الأولى ديوان الرئاسة، والثانية مكتب الرئيس الذى يمنع التصنت عليه، وثالثا سكرتارية الرئاسة.
وفي شرح للشكل التاريخي للتسجيلات، صرح شفيق قائلاً: كان الرئيس جمال عبد الناصر حريصا على التوثيق لجميع المكالمات وتوثيق الاجتماعات، وكانت هناك غرفة للتسجيلات توثق على شرائط مشفرة، لافتا إلى أن هذا الإجراء امتد حتى 15 مايو 1971 في عهد الرئيس السادات، عندما قام بحركة التصحيح وتخلص من التسجيلات ومنعها تماما.
وقال شفيق: الرئيس السادات كان حريصا جدا رغم منع التسجيلات، لذلك دائما يعقد مقابلاته في الحديقة، يشار إلى أن اللواء شفيق البنا بدأ عمله في القصر الرئاسي في 6 أكتوبر 1973 حتى عام 2001.