هاجم الدكتور السيد البدوي- رئيس حزب الوفد "الإخوان المسلمين"، مؤكداً على العداء التاريخي من الإخوان للوفد، باعتباره المنافس الأقوى لهم على الساحة السياسية، ولأنهم يدركون قدر الوفد وحجمه السياسي عبر التاريخ، وهم من الفصائل التي لا تحب المنافسة وتعشق الانفراد بالسلطة، خاصة بعد الموقف الجديد الذي وجدوا أنفسهم فيه على القمة دون جهد يذكر وهم بذلك يعادون فئة كبيرة من الشعب التي تعشق الوفد وتقدر جهاده وتاريخه الطويل والنضالي عبر التاريخ، منذ النحاس باشا وحتى الآن، مشيراً إلى أن الوفد ككل المصريين يُصر على أن تظل المرجعية الدينية كاملة للأزهر الشريف والكنيسة، ليظل الأزهر ممثلاً للإسلام، وتظل مصر في مأمن مادامت تتمسك ب"القرآن الكريم وصلاة الجمعة والأزهر الشريف".
وواصل البدوي هجومه على الإخوان باستنكاره ما ورد بجريدة "الحرية والعدالة" لسان حال الإخوان، من اتهام صريح لقنوات الحياة و"سي بى سى"، وأحمد بهجت وحسن راتب ونجيب سويرس بإهانة الرئيس، ومحاولة إعاقة مسيرته متهماً الجريدة بممارسة نفس الدور الذي كانت تمارسه صحف الحزب الوطني، بما أطلق عليه الإرهاب الفكري، باختلاق أخبار لا أصل لها في الواقع، مشدداً على أن التليفزيون المصري يتبع سياسة (اللي يجوز أمي أقوله يا عمي) ويُصر على مسايرة مؤسسة الرئاسة، والتي يمثلها الآن الإخوان المسلمون، وهو نفس ما كان يحدث كربونياً في عهد المخلوع مبارك، ويستمر الإعلام المصري في تخليه عن آداب وأخلاقيات المهنة.
جاء ذلك خلال احتفال لجنة الوفد بالغربية، مساء أمس الجمعة، بالعيد القومي وأعياد أكتوبر المجيدة بعقده مؤتمراً شعبياً حاشداً بقرية "صالحجر" التابعة لمركز بسيون بحضور كل من مصطفى النويهى، ومحمد الفقى، ونبيل مطاوع، وحسين خليل نواب مجلس الشعب المنحل عن حزب الوفد بالغربية ومحمد المسيري- عضو اللجنة العليا للحزب، ومحمد فايد القيادي بحزب الوفد، وعدد من رموز الوفد وقياداته.
كما أشار البدوي، إلى انتهاء الجمعية التأسيسية من 90% من مواد الدستور، موضحاً أن ما تم الاتفاق عليه من مواد يعد من أفضل المواد في الدساتير العالمية، ضاربًا المثل بما انتهت اللجنة إليه، من حق أصحاب الديانات في الاحتكام لشرائعهم فيما يتعلق بقضاياهم الشخصية، واعتبار اللغة العربية اللغة الرسمية للدولة، والإسلام ديانته الرسمية وتطبيق الشريعة الإسلامية.
كما نوه أن باب الحقوق والحريات به 52 مادة أجمعت الآراء عليها، وتم تقليص سلطات الرئيس إلى أقصى درجة لها، فأصبحت سلطاته قاصرة على تعيين رئيس الحكومة فقط، دون عزله أو التدخل في فرض وزراء عليه واقتصرت سلطات الرئيس على تعيين الدبلوماسيين في الخارج ورئاسته للقوات المسلحة.
كما عاد رئيس حزب الوفد، ليؤكد عدم رضائه التام عن تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور، المقسومة لنصفين(على حد وصفه) أحدها يمثل التيار المدني، والآخر يمثل التيار الإسلامي.
كما هدد البدوي بحل الجمعية التأسيسية، في حالة مخالفتها لما اتفقت عليه القوى الشعبية والسياسية، مؤكدًا أن في إمكانه ذلك إذا خرجت هذه الجمعية عن آمال وطموحات الشعب المصري، وحاولت التلاعب بمواد الدستور؛ لتحقيق أهداف بعيدة عن صالح المصريين.
و دافع البدوي، عن موقف الوفد من قضية النائب العام، مؤكداً أن النائب العام هو الممثل الأول للسلطة القضائية، والمحامي الأول عن الشعب، ومن أجل هذا دافع عنه شبابنا وتوجهوا لحمايته، ككيان وهيئة، وليس لشخصه لأن سقوطه يعني سقوط الشعب كله وضياع هيبته.
مشيراً إلى هذا الموقف يتسق مع مواقف الوفد ومبادئه الراسخة عبر التاريخ من احترام وتقدير للسلطة القضائية، ودفاعه المستميت عن القضاء باعتباره الحصن الأخير والأهم والضامن للحريات في مصر.
كما طالب رئيس حزب الوفد، الشعب المصري، بمزيد من الصبر والابتعاد عن التشهير والتخوين والإقصاء؛ لمجرد الخلاف في االرأي من أجل تحقيق أهداف الثورة والسعي للتحول الديموقراطي السليم لمصر في أصعب مراحل البلاد، والتي نتطلع فيها لانتخاب مجلس شعب يُعبر بصدق عن الشعب، ودستور يحقق آمالنا وطموحاتنا كشعب وليس كجماعة أو فصيل واحد.