شُيعت اليوم جنازة الفنان الكبير أحمد رمزي، من مسجد نور الاسلام بقرية سيدي عبد الرحمن بالساحل الشمالي، في هدوء شديد بعيدًا عن أجواء الصخب التي تغلب على جنائز الفنانين. وخرج الجثمان من مستشفى العلمين الدولي، ليُصلى عليه صلاة العصر، ولم يحضر من نجوم الفن سوي الفنان أحمد السقا بالاضافة الي افراد اسرته، وكان غالبية المشيعين من البدو السكان الاصليين للمنطقة.
وقال الفنان أشرف عبد الغفور، نقيب الممثلين: "إن تضارب المواعيد حول موعد جنازته وصعوبة التواصل مع أفراد عائلته أو المحيطين به، جعل حضورهم مستحيلا"، كاشفًا في الوقت نفسه أنه كان قد اتفق بالفعل مع أتوبيس يقل أكثر من 12 فنانًا إلى الساحل الشمالي، ليشهدوا مراسم جنازة النجم الراحل، ولكن لم يتم تحقيق ذلك بسبب حالة التعتيم التي فرضتها أسرته على الوفاة.
وأكد عبد الغفور، أن نقابة الفنانين ستشارك مساء بعد غد الاثنين، في تلقي واجب العزاء من مسجد الحامدية الشاذلية.
أما المخرجة إيناس بكر، المتحدثة باسم صديق عمره عمر الشريف، فأكدت أن الشريف لم يحضر الجنازة؛ لأنه في فرنسا، وفضلت عدم إبلاغه بالخبر حتى لا يُصاب بصدمة، وهو يعيش وحيدًا لا يرافقه أحد، وأكدت أن طارق عمر الشريف حضر الجنازة.
يُذكر أن النجم أحمد رمزي، توفي أمس في مقر إقامته بقرية «هايسندا» في الكيلو 15 على طريق مرسى مطروح الساحل الشمالي، وأوصى أن يُدفن في أقرب مقابر من هذه المنطقة باتجاه الإسكندرية، وهو ما نفذته عائلته.
وعاش رمزي آخر سنوات حياته زاهدًا في الدنيا بما فيها والفن وأضواءه وطموحاته، وكان يعيش وحيدًا طوال العام في هذا المكان الذي يبعد عن القاهرة مئات الكيلو مترات، في الصيف يستقبل المصطافين، وفي الشتاء يجلس وجهًا لوجه مع جليسه والطباخ والسائق، فضلا عن بعض الجيران من البدو الذين كانوا يذهبون للجلوس معه من وقت لآخر يؤنسون وحدته، كان يعيش وحيدًا رغم أن له زوجة وأبناء، فقط كان يفكر في كتابة فيلم سينمائي يحكي من خلاله تجربته في الإقامة بعيدًا عن القاهرة، ويصف من خلاله سحر وروعة المكان الذي يستمتع بالإقامة فيه، بينما يعتقد الناس أنه في عزلة.
وكان من ابرز الظهور الإعلامي للراحل حوار أجرته معه «الشروق» في أواخر يناير 2010، ونُشر على حلقتين؛ كشف فيه أنه اختار «أن يعيش في الجنة قبل أن يموت»، عبر حديث عن سحر الطبيعة، وأكد أنه كره القاهرة وزحامها ورائحة شوارعها.
ولم يخل الحديث معه عن إطلاق بعض التصريحات التي صدمت الوسط السينمائي والفني؛ مثل إعلانه أن «التمثيل كلام فارغ»، وأنه أضاع فيه عمره دون أن يفهمه، وأنه رغم نجوميته هجر السينما عندما علم بأن خالته توفت وتركت له إرثًا في لندن، ذهب ولم يعد حتى أنفق كل ما يملك.
وكانت ذاكرته قويه رغم تقدمه في العمر 82 عامًا، ولم يتردد في ذكر أدق تفاصيل حياته مثل علاقته الخاصة بالفنانة سعاد حسني، والتأكيد على أن عبد الحليم حافظ لم يتزوجها؛ لأنه كان ممنوع من الزواج بأمر الطبيب.