لم يكن اسم جماعة «أنصار بيت المقدس» الجهادية معروفا قبل الثورة، لكنها صارت الآن إحدى أشهر الجماعات المتشددة التى تتخذ من سيناء مقرا لعملياتها التى تستهدف عادة قوات الجيش الإسرائيلى داخل إراضى الدولة العبرية. بإعلان الجماعة عن تبنيها الهجوم على دورية إسرائيلية يوم الجمعة الماضى، الذى قتل فيه منفذو الهجوم الثلاثة إضافة إلى جندى إسرائيلى، تكون الجماعة قد نفذت خمس عمليات مشابهة خلال عام تقريبا.
ظهر نشاط الجماعة المتشددة حين تبنت تنفيذ عملية نوعية فى إيلات، فى أغسطس من العام الماضى، التى قتل فيها 7 من جنود الجيش الإسرائيلى، لكن العملية ذاتها تسببت فى استشهاد 7 من الجنود المصريين بعد أن لاحقت مروحية إسرائيلية منفذى العملية داخل الأراضى المصرية وقصفت الجنود المصريين. العملية ذاتها راح ضحيتها 11 عنصرا ممن نفذوا العملية، التى انطلقت من سيناء وعبرت الحدود، وعلى إثرها أيضا قتلت إسرائيل خمسة من قيادات لجان المقاومة الشعبية فى قطاع غزة، بعد قصفهم بطائرة، بعد أن اتهمت بالضلوع فى تلك العملية.
وفى ال16 من أغسطس الماضى تبنت «أنصار بيت المقدس» عملية قصف ميناء إيلات بصاروخين «جراد» أطلقا من سيناء وبثت «فيديو» للعملية.
كما أعلنت الجماعة نفسها فى 2 سبتمبر الجارى، أنها تمكنت من قتل «أحد عملاء إسرائيل» وفصلت رأسه عن جسده، انتقاما من مشاركته فى عملية اغتيال الجهادى إبراهيم بريكات، ولاحقا أكدت أنها قتلت «العميل الثانى» فيما فر الثالث إلى إسرائيل.
بعد الثورة أيضا ظهرت جماعة أخرى هى «مجلس شورى المجاهدين أكناف بيت المقدس» التى أعلنت مرة واحدة عن مسئوليتها عن استهداف دورية حراسة لإنشاءات جدار إسرائيل الالكترونى بالقرب من العلامة 36 جنوب رفح فى 18 من شهر يونيو الماضى، ومقتل إسرائيلى من عرب 48 من العاملين فى الجدار واستشهاد منفذى العملية الاثنين، أحدهما سعودى الجنسية والثانى من محافظة مرسى مطروح.
وقالت مصادر مقربة من تلك الجماعات، إن الجماعتين خليط من عناصر من الفلسطينيين المتشددين، التى مارست حماس ضدها حملات اعتقال، وآخرين من سيناء أو المحافظات المصرية الأخرى إضافة إلى عناصر من دول عربية.
وحذرت المصادر من أن العملية الأخيرة التى استهدفت الدورية الإسرائيلية يوم الجمعة، لن تكون الأخيرة، خاصة أن «أنصار بيت المقدس» توعدت إسرائيل بعملية أخرى ثأرا من اغتيال الجهادى إبراهيم بريكات.