كشفت جولة مفاجئة قام بها الدكتور يحيى عبد العظيم، محافظ سوهاج، بمدينة المنشأة عن مخالفات صارخة في المقرات الحكومية بالمحافظة. وتفقد المحافظ مستشفى المنشأة المركزي، وأحد المخابز البلدية، ووحدة صحة الأسرة بنجع القنطرة، ووحدة صحة الأسرة ببلصفورة، ومدرسة علي بن أبي طالب الابتدائية، ومعهد محمود قاسم الابتدائي الأزهري.
وكشفت شكاوى الأهالي عن نقص حاد في معظم أنواع الأدوية بالمستشفى، وعدم تواجد الأطباء في فترات مناسبة، وعدم إدخال المرضى لقسم الجراحة منذ ثلاث سنوات، واقتصار الكشف على العيادات الخارجية فقط.
وزار المحافظ مركز الأشعة والاستقبال، ووحدة الغسيل الكلوي، والأطفال المبتسرين، ومعمل التحاليل، والعلاج الطبيعي، والعيادات الخارجية، والأقسام الداخلية، وشدد على تحقيق مطالب المرضى.
وفي وحدة صحة الأسرة بنجع القنطرة، فوجئ المحافظ بغياب الأطباء، حيث قال الموظفون: "إن الوحدة بها طبيبان". وأضافوا أن: "أحدهما في إجازة، والآخر في قافلة طبية". ولا يوجد سوى التطعيمات، والتي اشتكت إحدى الأمهات من عدم وجود طعوم منذ شهر لطفلها البالغ من العمر عامًا واحدًا، كما لاحظ المحافظ هبوط أرضيات الرصيف الخارجي حول الوحدة.
وبتفقد وحدة صحة الأسرة ببلصفورة، اكتشف المحافظ نقصًا في طعوم الأطفال لأعمار شهرين وأربعة وستة أشهر وعام ونصف، وكذلك نقص في أمصال العقرب.
وفي مدرسة علي بن أبي طالب الابتدائية بالمنشأة، فوجئ المحافظ بغياب الأنشطة، وقال المسؤولون إنهم: "يعانون من نقص الميزانية".
وفي معهد محمود قاسم الابتدائي، اكتشف المحافظ غياب المدرسين، وشيخ المعهد الابتدائي، وانتشار القمامة، وعدم وجود مقاعد بالمعهد الإعدادي.
وتفقد عبد العظيم أحد المخابز البلدية بالمنشأة، واستمع لشكاوى الأهالي من النقص الشديد في أنابيب البوتاجاز، ووصول سعرها لمائة جنيه في السوق السوداء، فأكد أن صرف الأنابيب سيكون ب«البونات» من التموين، أول أكتوبر.
وخلال الجولة على طريق سوهاج المنشأة، اشتبه المحافظ في وجود كمية كبيرة من أنابيب البوتاجاز أمام منزل أحد المواطنين، فنزل من سيارته لسؤاله، واستعلم من مديرية التموين عن السبب، فاتضح أنها حصة رسمية تُصرف له؛ لتوزيعها على عائلات المنطقة.
وفي سياق متصل، قرر المحافظ إيقاف مدير الإدارة الصحية، ومدير المستشفى المركزي بجهينة عن العمل وإحالتهما للتحقيق، وإحالة 68 طبيبًا للتحقيق؛ لتغيبهم عن العمل خلال جولة المحافظ التفقدية بالمستشفى.
وأكد عبد العظيم ل«بوابة الشروق» أن الجولات الميدانية متواصلة؛ ليقف بنفسه على أوجه القصور، ومحاسبة المقصرين، وحل المشكلات التي يعاني منها الأهالي وتحقيق مطالبهم.