قال محققو حقوق الانسان التابعون للأمم المتحدة يوم الاثنين إنهم وضعوا قائمة سرية جديدة بسوريين وجهات يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب ويجب مقاضاتهم جنائيا. وأضاف المحققون المستقلون بقيادة باولو بينيرو إنهم جمعوا "مجموعة من الأدلة الدامغة والاستثنائية" وحضوا مجلس الأمن على احالة ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقال بينيرو لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف "يجري تقديم قائمة سرية ثانية بالأفراد والجهات التي يعتقد أنها مسؤولة عن انتهاكات إلى مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان."
ومضى يقول إن هناك وجودا "متزايدا ومقلقا" لإسلاميين متشددين في سوريا بعضهم انضم إلى المعارضة في حين يعمل آخرون بشكل مستقل. وأضاف أنهم يسعون لدفع المعارضين الذين ارتكبوا أيضا انتهاكات إلى التشدد.
وقد اوصى رئيس لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة حول سوريا باولو بينيرو الاثنين مجلس الامن الدولي باتخاذ "الاجراءات المناسبة" مع تزايد الانتهاكات في سوريا "من حيث العدد والوتيرة والحدة".
وتسعى الدول الغربية إلى إدانة أخرى لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد خلال الجلسة.
وقالت ماريانجيلا زابيا سفيرة الاتحاد الأوروبي في جلسة يوم الاثنين التي حضرها المبعوث السوري فيصل خباز حموي "على المجتمع الدولي أن يضمن عدم انتشار مبدأ الإفلات من العقاب.
وكان قد ألغي اجتماع كان مقررا عقده الاثنين بين المبعوث الدولي العربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي وأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي.
ومن المقرر أن يعقد العربي صباح الثلاثاء مؤتمرا صحفيا حول نتائج زيارة الإبراهيمي لسوريا.
وكان مصدر مسؤول في الجامعة العربية قد صرح من قبل ان الإبراهيمي "سيطلع العربي على نتائج زيارته خلال اليومين الماضيين لسوريا ولقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد وأطراف المعارضة هناك".
واضاف انه سيقدم ايضا "المرئيات التي ستنطلق منها خطته لحل الأزمة الراهنة في سوريا والتحركات العربية والدولية المطلوبة في هذا الشأن".
تحذير
وكان الابراهيمي حذر بعد لقائه الرئيس السوري بشار الاسد السبت من تفاقم الازمة السورية المستمرة منذ اكثر من 18 شهرا، ومن انها باتت "تشكل خطرا على الشعب السوري والمنطقة والعالم".
كما اجرى الابراهيمي قبيل مغادرته العاصمة السورية الاحد، حوارا عبر سكايب مع قادة في الجيش السوري الحر.
واعرب رئيس المجلس العسكري في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي الذي شارك في الحوار، عن ثقته بأن الابراهيمي "سيفشل كما فشل الموفدون الذين سبقوه".
لكنه اكد ان الجيش الحر "لا يريد ان يكون سبب هذا الفشل".
واعتبرت دمشق في رسالتين متطابقتين الى الامين العام للامم المتحدة، ورئيس مجلس الامن الاحد ان الحكومة التركية "سمحت بدخول الالاف من ارهابيي القاعدة والتكفيريين والوهابيين" الى سوريا "ليمارسوا جرائمهم بقتل السوريين الابرياء وتفجير ممتلكاتهم ونشر الفوضى والخراب".
اجتماعات الرباعية
في هذه الاثناء اكد المستشار نزيه النجارى نائب المتحدث الرسمى باسم الخارجية المصرية في تصريح ل بي بي سي إن وزير خارجية السعودية لن يشارك في اجتماع وزارء الخارجية الذي يضم وزراء خارجية مصر وتركيا وإيران في القاهرة الاثنين.
وقال النجاري ان الاجتماع مخصص لمواجهة تدهور الأوضاع فى سوريا ولبحث آخر تطورات الوضع فى سوريا على الصعيد السياسى والإنسانى ولمناقشة سبل التوصل لتحقيق أهداف المجموعة.
وأوضح النجاري أن جدول ارتباطات الوزير السعودي لا يسمح له بالحضور إلى القاهرة للمشاركة في الاجتماع ولكن ستتم احاطته بما سيدور به بعد ذلك.
وتستضيف القاهرة بعد ظهر الاثنين اجتماعا وزاريا هو الاول لمجموعة الاتصال الرباعية حول سوريا التي تضم ايران وتركيا والسعودية ومصر والتي تشكلت باقتراح من الرئيس المصري محمد مرسي.
وقالت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي سيشارك في اللقاء، وكذلك الابراهيمي.
ونقلت وكالة الانباء الايرانية الطلابية (ايسنا) شبه الرسمية عن صالحي قوله ان الاجتماع "بحد ذاته لاربع دول مهمة في المنطقة للحديث عن هذا الملف الحساس خطوة ايجابية ونأمل في ان تكون النتائج لمصالح كل شعوب المنطقة والسلام والاستقرار".
وكانت مجموعة الاتصال هذه لاربع قوى اقليمية مهتمة بتسوية الازمة السورية قد انشئت بمبادرة من الرئيس محمد مرسي في اغسطس/آب الماضي.
وتضم المجموعة ايران التي استبعدها الغربيون من معظم المبادرات الدبلوماسية حول المسألة السورية بسبب "الدعم غير المشروط الذي تقدمه طهران لنظام دمشق."
وترى مصر وتركيا والسعودية ان رحيل الرئيس السوري بشار الاسد لا بد منه لتسوية الازمة.
وكان اجتماع على مستوى نواب وزراء الخارجية قد عقد في العاشر من سبتمبر/أيلول في القاهرة اعد لهذا اللقاء الوزاري الرباعي.
استمرار المواجهات
وفي هذه الاثناء، استمرت الاشتباكات واعمال القصف في مناطق مختلفة من سوريا، لا سيما في حلب حيث ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا ان القوات النظامية تمكنت من السيطرة على حي الميدان.
لكن سكانا في المدينة افادوا لوكالة الأنباء الفرنسية ان مقاتلي المعارضة تمكنوا من التسلل مجددا الى الحي الذي ما زال يشهد اشتباكات.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن للوكالة ان "الاشتباكات ما زالت مستمرة في الميدان ومناطق عدة في حلب. وهذه الادعاءات (السيطرة على الميدان) ليست سوى جزء من الحرب الاعلامية".
واشار المرصد الى وقوع اشتباكات بعد منتصف ليل الاحد الاثنين "بين الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية حول مبنيي المخابرات الجوية والبحوث العلمية في منطقة حلب الجديدة", مشيرا الى تصاعد النيران من مبنى البحوث "مترافقة مع تحليق طيران كثيف فوق المنطقة".
في دمشق، اشار ناشطون الى ان احياء القدم والعسالي والحجر الاسود تتعرض للقصف.
واشار المرصد الى العثور على 28 جثة مجهولة الهوية في مناطق مختلفة في سوريا الاحد، منها 16 جثة لاشخاص اعدموا ميدانيا في حي القدم في دمشق، و11 قتلوا بالرصاص في كفرسوسة في دمشق ايضا.
وبحسب المرصد، تخطى عدد ضحايا العنف المستمر في سوريا منذ اكثر من 18 شهرا، 27 الف قتيل غالبيتهم من المدنيين.