تصدر قريبا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة رواية جديدة للروائي سعيد نوح، بعنوان "الكاتب والمهرج والملاك الذي هناك"، وهي الرواية السابعة له منذ صدور روايته الأولى، "كلما رأيت بنتا حلوة أقول يا سعاد" في منتصف التسعينيات. ويعود نوح بروايته الجديدة إلى مشروعه الروائي الذي يتخذ من الواقع وما فيه من هموم وأحلام مادة سردية، بعد أن خرج عن ذلك الخط في روايتيه الأخيرتين اللتين مال فيهما إلى توظيف الأسطورة والتاريخ للإسقاط على الواقع.
تدور أحداث الرواية في بداية الثمانينيات، وتتخذ من منطقة عشوائية قامت على تخوم القاهرة مسرحا لأحداثها المرتبطة بعدد من الشخصيات التي تمثل المكونات الثقافية للمجتمع المصري.
في هذه الرواية يقوم سعيد نوح بتعرية الواقع الاجتماعي بقبحه ومشاكله، كما يقوم بتعرية الفساد والاستبداد السياسي من خلال صراع الشخصيات، وتفاصيل الحياة اليومية لهذه الشخصيات التي تسكن منطقة عشوائية على حدود القاهرة.
وأفاد نوح في هذا النص من التقنيات السردية الحداثية عبر تقطيع الحدث وتشظي السرد والزمن، وإيقاف السرد للتحليل والتأمل، كما مزج بين اللغة المشهدية البصرية، واللغة الشعرية واللغة العامية التي أخذت مساحة كبيرة من السرد ولم تقتصر على الحوار فقط.