عاب الروائي حمدي أبو جليل، علي الروائي أحمد زغلول الشيطي تلك المقدمة التي وردت في بداية الطبعة الثالثة من روايته "ورود سامة لصقر" وهي المقدمة التي يؤرخ فيها الكاتب لبداية صدور الرواية وظروف نشرها، والدراسات التي كتبت عنها، وقال أبو جليل في الندوة التي عقدتها دار "ميريت" مساء الثلاثاء الماضي لمناقشة الرواية: المقدمة لم تعجبني، تصورت أن الشيطي سيكتب شيئا عن الراوي لكني فوجئت بمعلومات تبدو جافة حول ظروف نشر الرواية"، بينما اختلف معه الشاعر محمد خير الذي آثر أن يتعامل مع المقدمة علي أنها وثيقة هامة للرواية. وتابع أبو جليل: لقد سمعت عن رواية "ورود سامة لصقر" قبل أن اقرأها، فهي من تلك الروايات التي ينطبق عليها لفظ أعمال الأساطير، حيث تثير الانتباه بشدة قبل أن يقرأها الناس، كما أنها تعد بمثابة تلخيص لنوع من الكتابة المكثفة الشعرية، حيث يغلف الشعر فيها الهم السياسي، ويمتزج الهم الشخصي بالقضايا العامة لكن برهافة إحساس"، وقال الناقد الدكتور فتحي أبو العينين، أستاذ علم اجتماع الأدب بجامعة عين شمس: "لابد أن نضع رواية ورود سامة لصقر" للكاتب أحمد زغلول الشيطي، في إطارها الزمني الذي كتبت فيه، فقد كتبت في منتصف الثمانينيات، حيث كانت النذر تشير لدخول العالم إلي حقبة جديدة، لن ينجو منها أي مجتمع محلي، كما كانت مصر خارجة من تأثيرات نكسة 67، وموت جمال عبد الناصر، وكانت لهذه السياقات الزمنية تأثيرها علي الشيطي، وهو الأمر الذي دفعه للتصميم علي ألا يكتب رواية نمطية، لقد أراد أن يخوض مغامرة كبري، وقد خاضها بالفعل علي مستوي الشكل الروائي، والتقنيات، فقد عمل علي تعدد الأزمنة وتقطيعها داخل الرواية". وتابع: رواية الشيطي ليست محض رواية اجتماعية أو سياسية، ولكنها تتشابك مع الجوانب السيكولوجية أيضا، فبطل الرواية "صقر" شخص يعاني من تناقضات كثيرة علي المستوي النفسي، وعلي مستوي العالم الخارجي المحيط به، فهو يحب عبد الناصر ولكنه يسبه في ذات الوقت، كما أنه حاول الخروج من منطقة دمياط التي رآها خربة ومن حياته المشبعة بالشقاء، لقد حاول البطل مواجهة القبح والتوحش لكنه فشل، ومات في النهاية. وسجّل الناقد الطبيب عبد الحكم سليمان إعجابه بفكرة المكان الذي تدور فيه الأحداث وهو منطقة دمياط بورشها وحرفها وغيرها، وقال" أعجبني علاقة بطل الرواية بالعالم، فهو بالرغم من أنه قادم من ظروف شديدة الضراوة في قسوتها، لكنه يحاول أن يعيش حياة شريفة". ووصف الروائي سعيد نوح، الرواية ب"الفتح الجديد في التجريب الروائي عند ما عرف بجيل التسعينيات"، وقال: "الرواية تشهد تعددا في الأصوات، وتتسم بتداخل العامية بالفصحي، والمزج بين السرد والحوار والمونولوج الداخلي، كما تتسم بكثافة اللغة والمشاهد السينمائية"، وأضاف نوح: الرواية تبدأ بحدث ملتبس وهو قتل صقر، ونظل طوال الرواية نتساءل هل مات منتحرا أم مقتولا، والحقيقة أن أجمل تقديم لشخصية روائية، بعد الذي فعله عمنا نجيب محفوظ، هو تقديم الشيطي لشخصية صقر".