اعتبرت مجلة «الإيكونوميست» البريطانية أن "الملامح الأولى لسياسات الرئيس محمد مرسي الخارجية تكشف عن رغبة لدى الإدارة الجديدة المنتخبة في تبديد المخاوف والقلاقل في الداخل، من خلال الابتعاد عن مواقف الإدارات السالفة التي رأى فيها معظم المصريين خضوعا للولايات المتحدة وإساءة لمكانة بلادهم المرموقة". واستدلت المجلة، في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني، اليوم السبت، على ذلك الطرح، بالإشارة إلى أنه "بدلا من أن تكون واشنطن هي محطة مرسي الأولى خلال أولى جولاته خارج إطار منطقة الشرق الأوسط، وقع اختيار الرئيس الجديد على كل من الصين وإيران، لتكونا أولى محطاته خلال تلك الجولة".
وأردفت المجلة تقول، إن "زيارة مرسي إلى الصين، بصحبة 80 رجل أعمال وسبعة وزراء من حكومته، يمكن أن نقرأ من خلالها رغبة من قبل القيادة الجديدة في مصر لإيجاد شريك وبديل جديد، في وقت تتضاءل فيه المساعدات المالية الأمريكية المقدمة إلى مصر، وينكمش حجم النفوذ الأمريكي على الصعيد السياسي بشكل عام".
وعلى صعيد آخر، رأت المجلة البريطانية أنه "على الرغم من أن زيارة مرسي إلى إيران كانت محل وموضع جدل داخلي وخارجي واسع، كونه أول رئيس مصري يزور طهران منذ أكثر من ثلاثة عقود توترت فيها العلاقات بين الجانبين، بيد أن هناك أسبابا عملية ومنطقية تكمن وراء زيارة الرئيس المصري إلى طهران".
وأوضحت المجلة أن "تلك الأسباب تتبلور في حسابات أجراها الرئيس مرسي وفريقه الرئاسي، تشير إلى أن إيران في ظل العزلة والعقوبات الدولية المفروضة ضدها في حاجة إلى دعم بلد عربي بثقل مصر، أكثر مما تحتاج مصر إيران، ومن ثم قد تتيح لهم تلك الزيارة إمكانية كسب ود الإيرانيين، بينما يدعو الرئيس مرسي من قلب العاصمة الإيرانيةطهران الرئيس السوري بشار الأسد، حليف إيران الإقليمي، إلى الرحيل والتنديد بالجرائم البشعة والفظائع التي يرتكبها في حق أبناء شعبه".