توقع المحلل والمؤرخ الإسرائيلي جاي باخور أن تنهي موسكو في القريب تحالفها الاستراتيجي مع طهران ,وأن تدخل في شراكة اقتصادية وعسكرية استراتيجية مع إسرائيل . وعرض باخور في تحليل تحت عنوان "علي قبر توت عنخ أمون ما الذي ينضج بين القدسوموسكو في مواجهة طهران " لخطوات التقارب التي حدثت مؤخرا بين إسرائيل وروسيا في مقابل سلسلة من الازمات بين موسكووطهران، قائلا "القيادة الإسرائيلية لم تكن لها أبدا علاقات حميمية دافئة مع روسيا كتلك التي تملكها القيادة الحالية وكانت الزيارة التي قام بها بوتين لإسرائيل إشارة مهمة في هذا الصدد والعلاقات الروسية الإسرائيلية لها أهمية كبري بالنسبة لإسرائيل، حيث إن موسكو هي الوحيدة القادرة علي تغيير المخطط النووي الإيراني".
وأضاف "الأزمة التي نشبت بين طهرانوموسكو في أعقاب رفض الرئيس الروسي السابق ورئيس الوزراء الحالي ميدفيديف إتمام صفقة بيع صواريخ من طراز إس 300 المضادة للطائرات أدت إلي تدهور العلاقات بين البلدين حيث رفعت إيران قضية أمام محكمة التحكيم الدولية في جنيف ضد الشركة الروسية المنتجة للصواريخ ,وطالبتها بتعويض بمبلغ 4 مليار دولار، الأمر الذي أثار غضب موسكو فهددت بوقف دعمها لإيران علي الساحة الدولية, بل إن صحيفة كورسانت الروسية نقلت عن مصدر حكومي روسي القول إن الإيرانيين ناكرون للجميل".
وأشار إلي أن هناك نقطة أخري ساهمت في تردي العلاقات التجارية بين موسكووطهران، مضيفا "إيران تعد عميلا مهما في شراء السلاح الروسي بصفقات تصل إلي مليارات الدولارات، لكن بسبب العقوبات المفروضة علي إيران وبسبب كراهية بوتين للإيرانيين انخفض التبادل التجاري إلي أدني مستواه وفي سبتمبر 2010 منع الرئيس السابق ميدفيديف نقل صواريخ ودبابات وأنظمة رادار ومضادات للطائرات وناقلات جنود لإيران، وبسبب العقوبات الأمريكية علي إيران أوقفت روسيا عبر شركة جزبروم العملاقة تطوير حقول النفط والغاز الإيرانيين".
وتساءل "هل تصبح إسرائيل نوعا من التعويض للروس عن خسارتها الاقتصادية مع إيران"، موضحا أنه بعد مرور اسبوع علي زيارة بوتين لإسرائيل تسربت معلومات عن قيام شركة جزبروم بافتتاح فرع لها في إسرائيل بهدف تطوير حقول الغاز البحرية الإسرائيلية التي تملك إسرائيل احتياطيات ضخمة منها، كما أعلنت وسائل إعلام روسية عن اتفاق نتنياهو وبوتين علي التعاون في هذا الصدد ووقعت الشركة الروسية اتفاقا لشراء 4,5 مليار متر مكعب من الغاز السائل من إسرائيل .
وينوه باخور إلي أن موسكو في أمس الحاجة إلي التكنولوجيا الإسرائيلية في مجال الطائرات بدون طيار التي أصبحت القوات الجوية في العالم تعتمد عليها وتفتقر روسيا إلي هذه التكنولوجيا , وستكون روسيا علي استعداد لتعطي إسرائيل الكثير في مقابل هذه التكنولوجيا التي تتقادم بسرعة , ومن ثم فهناك صفقة تحقق الكثير من الأرباح لكلا الطرفين، حيث تفتح أسواقا جديدة أمام إسرائيل لتصدير الطائرات بدون طيار، وتستفيد موسكو من ملاحقة التطور الأمريكي في هذا المجال.