●● «يعاقب بالسجن من سنة إلى خمس سنوات، وأداء غرامة مالية تتراوح ما بين 100 و2000 دولار كل من ساهم فى أعمال عنف أثناء مباريات أو بمناسبتها أو أثناء بثها فى أماكن عامة، أو الذين ساهموا فى المشاجرة التى نتج عنها وفاة، كما يعاقب القانون المحرضين على أعمال العنف.. وتتضاعف العقوبة مرتين فى حالة تكرار نفس الشخص لنفس الأفعال، أى الحكم بالسجن 10 سنوات كما يعاقب القانون المشجعين الذين يستعملون التراشق اللفظى فى الملاعب، من سب وقذف، أو الذين يرفعون شعارات، أو يحملون مجسمات فيها تمييز عنصرى». ●● هذا من نصوص القانون الذى وافق عليه البرلمان المغربى لمكافحة الشغب، بعد أحداث عنف وقعت فى ملعبى مراكش وطنجة.. وفى الجزائر أعدت وزارة الشباب والرياضة قانونا لمكافحة العنف فى الاستادات وينص على منع مثيرى الشغب من دخول الاستادات.. وكان مشجعون لفريق حراش قاموا بتحطيم إحدى كاميرات التليفزيون الجزائرى أثناء مباراة مع اتحاد العاصمة فى بطولة الكأس.
●● وقبل 48 ساعة وقعت اشتباكات بين الشرطة ومشجعين لفريق فنار بخشة التركى بعد التعادل السلبى مع جالاطة سراى الفائز بالدورى.. وهذه مجرد عناوين لأحداث شغب واقتحامات وقعت فى دول أخرى منها هولندا وألمانيا وإيطاليا.. وهى ظاهرة قديمة فى ساحات الرياضة، ويقاومها العالم بقدر ما يستطيع، إلا أنها تتجدد كل فترة عندما تعلو موجات الإحباط والرفض.
●● هل نحن فى مصر بحاجة إلى قانون خاص بتجريم الشغب أم أن قانون العقوبات يكفى بما فيه من مواد؟.
●● لاشك أن هناك أولويات أمام البرلمان، لكن نحن بحاجة إلى قانون واضح بشأن الشغب فى الملاعب لأن الآثار السلبية لتلك الجريمة على المجتمع أسرع انتشارا وأخطر تأثيرا.. وفى هذا القانون يجب أن تتراوح العقوبات بين المنع من مشاهدة المباريات بالاستادات وبين السجن لسنوات حسب الجريمة. ومن الجرائم السباب العنصرى أو الجماعى، بجانب الاعتداءات الجسدية بهدف الإيذاء، حيث لم يعد العنف مجرد رفض لواقع اجتماعى أو سياسى، وإنما بات العنف هدفا بحد ذاته نتيجة عقود من التعصب الذى تغذيه عناصر اللعبة بما فيها بعض الإعلام وذلك بحماقات وتصريحات تعزز الكراهية والفوضى والانفلات.. وهذا القانون يطبق بآلية لا تعرف التهاون.
●● إن القضية تعدت حدود تلك النظرة العلمية القديمة التى حاول الصحفى الفرنسى جورج زيفلير الكاتب فى الفيجارو أن يفسر بها ظاهرة العنف الرياضى بشكل اجتماعى، حين تحدث عن المواجهة بين جماعة وجماعة، بما يفرز الصدام.. فلم تعد المواجهات قاصرة على فريق وفريق، أو جمهور وجمهور، وإنما هى الآن مواجهات معقدة ومتشابكة ومتعددة الأشكال والأطراف، وأصبح العنف منظما، والأسوأ أن هناك من بات يرى العنف نضالا، بفهم قاصر ومريض يتهم المجتمع على البطالة والفقر والظلم وسوء الأحوال.
●● الشغب فى الملاعب ظاهرة عالمية وخطيرة، وتكراره وانتشاره فى دول عربية وأوروبية لا يبرر أبدا التغاضى أو التنازل فى مواجهته حين يقع فى ملاعبنا.. خاصة أن ساحات الرياضة وملاعبها تعد بؤرا خصبة لحصانة الفرد بسلوك الجماعة.. وهذا بالمناسبة غريزة فى كل الكائنات الحية، من الإنسان بعقله وقوته العضلية، وحتى أسماك السردين بضعفها فى مواجهة أسماك القرش؟