" الهوليجانز " صداع فى رأس الكرة المغربية محيط خالد زلط لا تزال أصداء حوادث الشغب التي شهدتها مباراة دربي الدار البيضاء بين فريقي الرجاء ، والوداد في بطولة كأس العرش، والتي اقيمت 20 أكتوبر الماضي تلقي بظلالها وتثير المخاوف لدى المسئولين بالمغرب. وشهدت الفترة الماضية، محاولات جادة من المسؤولين في السلطات العمومية بالدارالبيضاء، لمنع تكرار هذه الأحداث بإصدار العديد من القوانين، والتي من شأنها المحافظة على الأمن داخل الملاعب. وقد صعدت سلطات الدارالبيضاء من لهجتها مؤخراً، تجاه مشاغبي الملاعب أو ما يعرف ب "الهوليجانز"، وهددت بفرض عقوبات مشددة، وعمدت إلى اقرار اجراءات معينة في حالة ارتكاب أعمال شغب أخرى، كان أهمها تعليق صور المشاغبين في دوائر الأمن ونشرها في الصحف، إلى جانب فتح ملف خاص بهم في مصالح الأمن، ومنعهم من دخول الملاعب. وبجانب هذه العقوبات، أكد مسئولو الأمن، أنهم سيحاولون في الفترة المقبلة سن القوانين والنصوص التنظيمية المتعلقة بذلك ، وتجريم حيازة واستعمال جميع الأدوات التي من شأنها إلحاق ضرر بالأشخاص والتجهيزات. ومن ضمن الإجراءات الوقائية التي اتخذتها المغرب لمواجهة الظاهرة، الالتزام بالسعة الرسمية للملعب، وذلك بتحديد عدد تذاكر الدخول بجانب طبعها مع ترقيمها حتى لا يتم تزويرها أو بيعها في السوق السوداء، بالإضافة إلى إرغام الفرق بتكليف أجهزة متخصصة لمراقبة التذاكر، والعمل على منع أي شخص لا يتوفر على تذكرة من الدخول مهما كانت صفته. كما سيتم أيضاً منع دخول القاصرين إلى الملعب إلا بصحبة أولياء أمورهم، وتجهيز أبواب الملاعب بالآليات الضرورية لقطة من شغب الملاعب لضبط عدد الجمهور الوافد والتحكم في عبوره داخل الملعب، مع توسيع مجال التغطية بواسطة كاميرات المراقبة لتشمل المحيط الخارجي. وسيجرى أيضاً تجهيز ملاعب أخرى لاستعمالها في المقابلات المتوسطة الأهمية، إضافة إلى بناء ملعب جديد ذو طاقة استيعابية كبيرة، في إشارة إلى نقل ملعب محمد الخامس إلى منطقة سيدي مومن. واستكمالاً لتلك الإجراءات ستقوم ولاية الدارالبيضاء بحملة واسعة النطاق لحث الجمهور الرياضي على التحلي بالروح الوطنية والرياضية، وتجنب كل عمل أو تصرف من شأنه الإضرار بالغير وبالممتلكات، ومراقبة الجمعيات التي تعمل في مجال دعم ومساندة الفرق الرياضية. من جانبه، أكد المختار البقالي القاسمي مدير الشؤون العامة للأمن بالدار البيضاء أن "جمعيات محبي وأنصار الفريقين لا تعمل في الاتجاه الصحيح، بل تعمل في إطار تخريبي، وأن بعض الجمعيات تشعل النار من الخلف، وتمد الجماهير بمواد مخدرة وشهب اصطناعية، وبالتالي لا تلعب دورها المنطقي." والجدير بالذكر، أن أحداث الشغب التي عرفتها مباراة فريقي الرجاء والوداد البيضاويين، قد خلفت وفاة شاب وإصابة 4 رجال أمن، و24 جريحا، و8 حالتهم خطيرة، وتكسير أكثر من 230 كرسيا، مع إلحاق خسائر بسيارات خاصة ومحلات تجارية وبأربع سيارات للشرطة، وبحافلات النقل الحضري." ومن المعروف، أن ظاهرة شغب الملاعب قد ظهرت لأول مرة في بريطانيا في القرن الثالث عشر، وامتدت بعد ذلك إلى الدول الأخرى فيما عرف باسم المرض البريطاني، وسرعان ما لعبت العوامل السياسية والنزعات العرقية والانتماءات الدينية دورها في تغذية مشاعر اللاعبين والمشجعين على السواء، إضافة إلى الدور الخطير الذي لعبته المخدرات في تغذية ظاهرة شغب المدرجات. " أشهر حوادث الشغب في تاريخ الرياضة" 1 - حادثة ملعب هيسيسل سنة 1985 تعتبر أكبر حوادث الشغب على مر التاريخ، والتي ضج العالم على أثرها وكانت بداية لسن قوانين متشددة ضد المشاغبين وزيادة حراسة الملاعب، حيث تسبب الشجار في قتل 39 مشجعا إيطاليا من أنصار يوفنتوس، بعد هجوم مهاجمين من ليفربول عليهم، وحرمت على أثرها الأندية الانجليزية من اللعب خمس سنوات في بطولات أوروبا. 2 - حادثة ستاد أكرا سنة 2000 صورة للشغب فى الملاعب الرياضية شهدت مباراة الترجي التونسي وهارتس أوف أوك الغاني في منافسات عصبة الأبطال الإفريقية ، موسم 2000 و2001، أحداث شغب بين اللاعبين، وأيضا بين الجماهير الفرحة عقب نهاية اللقاء، حيث قتل خلالها ما لا يقل عن 6 أشخاص، وتم الأعتداء بعنف على لاعبي الترجي رغم فوز هارتس باللقب، وتم عقاب الأخير بالإيقاف لمدة سنة، وسمح له بالأحتفاظ بالكأس رغم ذلك. 3- حادثة مباراة يوغسلافيا وسويسرا سنة 2001 توقفت المباراة في الدقيقة 17 احتجاجا على هدف سويسري غير واضح، مما جعل الجمهور اليوغسلافي يقلبون أجواء اللقاء رأسا على عقب، ويرمون بالقنابل الدخانية في كل مكان في الملعب، كما استعمل اللاعبون العنف تجاه لاعبي سويسرا وجهازهم التقني، بينما كان تواجد الأمن منعدما تماما، بطريقة يمكن أن يقال عنها أنها متعمدة، وكانت العقوبة من الفيفا وقتها هي الغرمة ب7500 يورو على الإتحاد اليوغسلافي، وإنذار شديد اللهجة.