القلق يحاصر نجوم برامج التوك شو، والذين أعلنوا حالة الاستنفار بعد حصار الإخوان لمدينة الإنتاج الإعلامى، والاعتداء على خالد صلاح مقدم برنامج الأسئلة السبعة على قناة النهار، وهى التحركات التى اعتبرها مقدمو التوك شو بمثابة كارت إرهاب تشهره الجماعة فى وجه الإعلام والإعلاميين، وتحاول من خلاله تقليص مساحات الحرية، عبر تهديد الإعلاميين الذين تراهم معارضين للرئيس محمد مرسى، ومعوقين لمشروع الجماعة.
خرج أول تعليق على هذه الأحداث من الإعلامى عمرو أديب الذى كان شاهدا على حصار مدينة الإنتاج، وأبدى عبر برنامجه «القاهرة اليوم» على الهواء مباشرة من قناة أوربت استياءه من حصار مدينة الإنتاج والاعتداء على زميله خالد صلاح، واستنكر فكرة الحصار والتهديد والاعتداء على الإعلاميين، وطالب رئاسة الجمهورية وقيادات حزب الحرية والعدالة بالحفاظ على دولة المؤسسات، ومواجهة التجاوز باللجوء إلى القضاء.
وفى تصريحات خاصة ل«الشروق» أكد الاعلامى يوسف الحسينى مقدم برنامج صباح أون على قناة «أون تى فى» تعرضه لتهديدات من المتظاهرين أمام المدينة، ومحاولات للاعتداء على باب المدينة لولا تدخل البعض وتهريبه من أحد الأبواب الجانبية.
وعلق الحسينى بقوله إن ما يحدث على الساحة السياسية المصرية هو محاولات لقصف رءوس الإعلام، وأن تهديد الإعلاميين على مواقع الإنترنت وسبهم وتكفيرهم، ثم الاعتداء عليهم بالضرب هو دليل على أن جماعة الاخوان لا تريد إعلاما حرا.
وأبدى أسفه وهو يقول إن ما يحدث على يد الجماعة وحزبها لم يحدث فى عهد النظام مبارك رغم جبروت نظامه والحزب المنحل.
قال إنه سيحرك دعوى قضائية ضد سعد الحسينى عضو المكتب السياسى بجماعة الاخوان الذى توعد الإعلاميين المصريين فى تصريحات له على قناة مصر 25، واستخدامه ألفاظا يعاقب عليها القانون.
وأشار يوسف الحسينى إلى وجود تحركات بين القنوات الخاصة ومقدمى برامج التوك شو للاتفاق على خطاب موحد ضد ما سماه بمحاولات إرهاب الإعلام والإعلاميين، ودعا لتشكيل جبهة للدفاع عن حرية الإعلام، ومقاومة هذا الحصار الذى يريد حزب الحرية والعدالة فرضه على القنوات والبرامج.
وطالب الحسينى بميثاق شرف إعلامى يقره الجميع ويلتزم به، وقانون عادل يحاسب من يخرج عن هذا الميثاق.
وأكد أن تلك الممارسات لن ترهب الإعلاميين، وقال إنها ستزيد من صلابتهم ودفاعهم عن حريتهم، وأشار إلى أن هؤلاء الإعلاميين هم من طالبوا فى عهد مبارك بإخراج الإسلاميين من السجون لأنهم يؤمنون بحرية التعبير، وأنه لا يجوز أن يكون فى السجون المصرية سجين رأى، وأن هذه الافكار هى التى دفعتهم للنزول إلى الميدان فى ثورة 25 يناير.
من جانبه، يقول الإعلامى وائل الإبراشى: «إذا استخدمنا العقل والمنطق فإن جماعة الاخوان وحزب الحرية والعدالة مسئولون عما حدث من اعتداءات على الإعلاميين فى مدينة الانتاج الإعلامى، وذلك رغم أن الجماعة والحزب قاما بنفى أى علاقة لهما بتلك الأحداث، فلا يمكن أن تكون محض مصادفة تزامن هذه الاعتداءات مع حملات على مواقع الإنترنت لتهديد القنوات ومقدمى البرامج بملاحقات قضائية».
وهنا يذكر الإبراشى الرئيس د. محمد مرسى نفسه فى حديث سابق دار بينهما اثناء الثورة، عندما قال: «إنه على من يمسك بالسلطة أن يكشف على الطرف الثالث».
ويعلق على هذا قائلا: «والآن الدكتور محمد مرسى هو رئيس الجمهورية وهو الذى يمسك بالسلطة، وعليه أن يكشف عن الطرف الثالث فى حادث الاعتداء على الإعلاميين أمام مدينة الإنتاج الإعلامى».
وقال إن حصار القنوات والاستوديوهات فى مدينة الإنتاج الإعلامى هو عمل إرهابى، لم يستطع نظام مبارك أن يلجأ إليه، وتساءل مقدم برنامج الحقيقة على قناة دريم، كيف يمكن للإعلاميين أن يمارسوا عملهم داخل الاستوديو وهم يعلمون بأنهم محاصرون من الخارج، وأنه يمكن فى أى لحظة اقتحام الاستوديو عليهم.
الإعلامية جيهان منصور مقدمة برنامج «صباحك يا مصر» على قناة دريم طالبت بضرورة التحرك نحو تنظيم وقفة جماعية لكل الإعلامين والصحفيين من أجل حرية الرأى والتعبير، مؤكده أن إيجاد ميثاق شرف إعلامى وقانون يحد علاقة الإعلام بالسلطات المختلفة أصبح ضرورة، ويجب التحرك نحوهما بأقصى سرعة وبكل قوة.
وقالت: «حصار القنوات والاستوديوهات، والاعتداء على الإعلاميين هو أمر خطير جدا، ولا يمكن أن يمر بسهولة، وعلى كل القوى الوطنية أن تقف خلف الدفاع عن حرية التعبير».
وأضافت: «نحن ضد الإرهاب والقمع الفكرى، وسنظل كذلك ولن نتراجع عن كشف الأخطاء، وتوجيه النقد لمن يعمل لصالحه لا للصالح العام، فنحن نعمل بأجندة وطنية، ومحور اهتمامنا هو مصالح البسطاء من أبناء الشعب المصرى، ومن أبسط حقوق هذا الشعب هى حرية التعبير والتى يمثلها الإعلام الحر».