دارت أمس اشتباكات شرسة أمس بين الجيشين «النظامى» و«السورى الحر» فى مدينة حلب (شمال)، ولا سيما فى مبنى الإذاعة والتليفزيون؛ ما تسبب فى انقطاع البث عن العاصمة الاقتصادية، وثانى أكبر مدن البلاد سكان بنحو 2.5 مليون نسمة. فمن حى صلاح الدين، قال عضو «الهيئة العامة للثورة السورية، أبو سامر الحلبى، ل«الشروق» إن «الجيش الحر انسحب من مبنى الإذاعة والتليفزيون قبل أن ينسفه بأربعة عبوات ناسفة»، معتبرا أن «الجيش النظامى انتهى، فرغم قصفه الشرس للمدينة إلا أننا كنا نتوقع منه رد فعل أعنف».
ومضى الحلبى موضحا أن «الجيش النظامى يواجه مشكلة لوجستية، حيث أصبح محاصرا داخل المدينة، ولا تصله أى إمدادات فى ظل سيطرة الجيش الحر، الذى يصله الدعم من الريف، على كل مداخل حلب»، مضيفا أن «جميع الأرتال العسكرية، التى حاولت دخول المدينة هاجمها الجيش الحر، فدمر نصفها وفر الباقى».
وختم بأن «الجيش الحر بات مسيطرا على نحو 75% من أحياء حلب، وأن ما بين 300 و400 من عناصر القوات النظامية يلقون حتفهم يوميا». فى المقابل، قال التليفزيون الرسمى، الذى يبث من دمشق، إن «مجموعة من المرتزقة والإرهابيين هاجموا مدنيين واعتدوا على مبنى الإذاعة والتليفزيون بحلب، حيث تدور مناوشات بين جيشنا الشريف وهذه العناصر».
وبحسب صحيفة «تليجراف» البريطانية أمس، شكلت جماعة الإخوان المسلمين فى سوريا ميليشيا باسم «مسلحو الإخوان المسلمين»، تتمتع بحضور فى محافظات دمشق وحمص وإدلب. وقال أحد منظميها، ويدعو نفسه أبو حمزة، إنه أطلق الحركة بالتعاون مع أعضاء من «المجلس الوطنى السورى المعارض».
فيما قال حسام أبو حبل، الذى كان والده عضوا فى الاخوان فى الخمسينيات، إنه جمع ما بين 40 إلى 50 ألف دولار فى شهر لتسليح الميليشيا الاسلامية فى حمص وتزويدها بالعتاد وبغيره من المساعدات. وهذه الميليشيا ليست منضوية تحت لواء «الجيش السورى الحر»، و«مهمتها هى بناء بلد مدنى بأسس إسلامية»، بحسب أبو حبل.
ومع 17 شهرا من الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإنهاء 42 عاما من حكم عائلة الأسد، تتهم المعارضة النظام بقتل أزيد من 23 ألف شخص، معظمهم مدنيون، وفقا لإحصاء موقع «شهداء سوريا»، ما تنفيه السلطات، قائلة إن قواتها تطارد «عصابات إرهابية مسلحة قتلت الآلاف من عنصر الجيش والأمن».