وليد المعلم وزير الخارجية السوري اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الايراني علي اكبر صالحي في طهران الاحد ان الجيش السوري سيقضي على المتمردين المسلحين في مدينة حلب التي يشن هجوما عليها منذ السبت شمال البلاد. وقال المعلم "لقد تجمعت كافة القوى المعادية لسوريا في حلب لمقاتلة الحكومة وسيتم القضاء عليها بلا شك"، مضيفا ان "الشعب السوري يقاتل الى جانب الجيش" ضد المسلحين المعارضين. واكد وزير الداخلية السوري محمد الشعار ان القوات السورية ستقوم باقتلاع كافة اشكال الارهاب، مجددا دعوته لحاملي السلاح في البلاد الى "العودة الى رشدهم". وذكر الشعار في اول ظهور له على التلفزيون السوري مساء السبت بعد اصابته في الانفجار الذي استهدف مقر مكتب الامن القومي في دمشق التابع لحزب البعث "أن جيشنا الباسل وأمننا الساهر سيقتلعان الإرهاب بكل أشكاله وسيعيدان الأمن والاستقرار إلى ربوع سوريا". وافادت وكالة الانباء الرسمية الاحد ان الشعار "ترأس أمس (السبت) اجتماعا في مقر وزارة الداخلية لمديري إدارات الوزارة. ووجه الشعار رسالة إلى كل من يحمل السلاح "بالعودة إلى رشدهم" داعيا اياهم الى "إدراك أنهم ليسوا إلا وقودا يستثمرهم الآخرون في مخططهم لضرب استقرار بلدهم". واضاف "إن وجود بعض الثغرات يجب ألا تكون مبررا لأي أحد كي يبيع نفسه إلى خارج الحدود ونحن جاهزون لمساعدة هؤلاء والعودة بهم إلى جادة الصواب وحضن الوطن ليكونوا بنائين فيه بدلا من أن يكونوا مخربين له". وأكد الشعار الذي اصيب في انفجار مبنى الامن القومي انه عاد إلى عمله "بهمة أعلى وجهد أكبر وإصرار أمضى على خدمة الوطن". واضاف "إننا قبل عملية التفجير الجبانة كنا نعمل بكامل طاقاتنا ولكننا الآن سنستنفر ما هو احتياطي في طاقاتنا وسنبذل عشرة أضعاف ما كنا نبذله سابقا لمتابعة فلول هؤلاء الإرهابيين الذين يعبثون بأمن بلدنا". واودى الانفجار الذي وقع في 18 تموز/يوليو الجاري في حي الروضة الراقي والواقع وسط العاصمة بحياة رئيس المكتب هشام اختيار ووزير الدفاع داوود راجحة ونائبه آصف شوكت ورئيس خلية ادارة الازمة حسن توركماني. وتدور اشتباكات عنيفة الاحد في عدد من احياء حلب بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي بدات السبت هجوما لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة بدون ان تحقق اي تقدم، غداة يوم شهد مقتل 168 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وافاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن فرانس برس ان "محاولات الجيش النظامي للسيطرة على مدينة حلب مستمرة"، مشيرا الى ان "المعارك تتركز في حيي صلاح الدين وسيف الدولة ومدخل مخيم الحندرات للاجئين الفلسطينيين الذي تقع بالقرب منه قاعدة للدفاع الجوي". ولفت الى وصول المعارك الى وسط مدينة حلب وتحديدا حلب القديمة حيث "يحاول الجيش النظامي استرجاع حي باب الحديد" الذي يسيطر عليه المقاتلون المعارضون. وافاد الناشط الميداني ابو علاء الحلبي وكالة فرانس برس ان الاشتباكات بين الجيش النظامي والمقاتلين المعارضين "وصلت اليوم الى احياء باب النصر وباب الحديد والمدينة القديمة". واوضح ان هذه الاحياء هي عبارة عن "حارات أثرية وازقة ضيقة جدا تضم أسواقا مسقوفة وخانات وتتميز بكثافة سكانية كبيرة وبالتالي يستحيل اقتحامها قبل قصفها من بعيد"، مشيرا الى انها تشكل ايضا "قلب مدينة حلب التاريخي". وقال الناشط الاعلامي ابو هشام الحلبي لفرانس برس انه "نحو الرابعة فجرا حاول رتل من دبابات الجيش النظامي بالقرب من ملعب الحمدانية اقتحام حي صلاح الدين لكن الجيش السوري الحر فاجاهم وهاجمهم على الاتوستراد الفاصل بين الحمدانية وصلاح الدين ودمر دبابة واستطاع ايقاف الهجوم". ولفت الى ان "حي هنانو يشهد حالات نزوح كثيفة خصوصا بعد الاخبار التي تناقلتها وسائل الاعلام عن حشودات نظامية لاقتحام الاحياء وارتكاب مجازر في حلب". من ناحيتها، اوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان "قواتنا الباسلة تكبد المجموعات الارهابية المسلحة في حي صلاح الدين بحلب خسائر فادحة"، بحسب ما نقلت عن مصدر رسمي في المحافظة. ولفت المصدر الى ان "حريقا نشب في احد اقبية الابنية السكنية نجم عنه انفجار مصنع للعبوات الناسفة في الحي كانت تستخدمه المجموعات الارهابية ما ادى الى مقتل الارهابيين الذين كانوا في المبنى". والقت الجهات المختصة في حي الاذاعة، بحسب سانا، القبض على مجموعة ارهابية مسلحة مؤلفة من اربعة اشخاص. وفي ريف دمشق، تنفذ القوات النظامية حملة مداهمات في منطقة الشيفونية بمحيط مدينة دوما ومعضمية الشام والسبينة، بحسب المرصد الذي اشار الى سقوط مقاتل معارض في الهامة ومدني في عربين. وفي مدينة حمص وسط البلاد، يتعرض حي الخالدية لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية، في حين اقتحم مقاتلون معارضون "مبنى نقابة المهندسين في حي باب هود وسط مدينة حمص بعد اشتباكات مع القوات النظامية ادت الى مقتل اثنين من المقاتلين المعارضين الذين حطموا مجسما للرئيس السابق حافظ الاسد وصورة للرئيس الحالي بشار الاسد. و لفت المرصد الى ان اشتباكات تدور بالقرب من قيادة الشرطة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، اسفرت عن سقوط مقاتل معارض. وجنوبا، تدور اشتباكات عنيفة في بلدة الشيخ مسكين في درعا، بينما اشتبك مقاتلون معارضون مع دورية امنية في قرية السيد حمود في الحسكة ما اسفر عن مقتل وجرح عناصر الدورية. وقال المرصد ان "اشتباكات عنيفة تدور قرب مقر الجيش الشعبي في مدينة ادلب (شمال غرب)، بينما قتل مدنيان بعد منتصف ليل السبت الاحد اثر القصف الذي تعرضت له بلدة حيش في ريف ادلب. من جهتها ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان القوات النظامية في حماه (وسط)، اقتحمت العوينة وحيالين والشيخ حديد وبريديج في سهل الغاب "وسط إطلاق نار كثيف ومحاصرة كفرنبودة من كل المداخل وقصفها بالرشاشات الثقيلة واقتحام قرية المغير وهدم العديد من المنازل". وحصدت اعمال العنف في سوريا امس 168 قتيلا هم 94 مدنيا و33 من المقاتلين المعارضين بالاضافة الى ما لا يقل عن 41 من القوات النظامية.