أدان مجلس نقابة الصحفيين في بيانه الصادر بعد اجتماعه الأخيرة؛ الطريقة التي تعامل بها موظفو وزارة الخارجية الأمريكية وسفارتها بالقاهرة، مع الصحفيين المصريين، خلال زيارة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الأخيرة إلى مصر. ومن جانبها، دعت وكيل نقابة الصحفيين، "عبير سعيد" كل من يحترم كرامة الصحفيين ويسعى للحفاظ عليها، لمقاطعة أخبار وفعاليات السفارة الأمريكية، لحين تقديمها اعتذارا رسميا عما بدر تجاه الصحفيين المصريين من إهانة خلال زيارة كيلنتون لمصر"، وذلك تعليقًا على رد فعل السفارة الأمريكية الرافض لتقديم اعتذار رسمي للصحفيين المصريين، الذين تعرضوا لمعاملة سيئة من موظفي الخارجية الأمريكية والسفارة الأمريكية.
وكانت كاتارينا جولنر المتحدثة الرسمية باسم السفارة الأمريكية، قامت بالاتصال بالزملاء: ميريت إبراهيم من "صحيفة اليوم السابع"، وعلياء حامد من "صحيفة الشروق"، وبسنت زين الدين من صحيفة "المصري اليوم"، بعد المقال الذي نشر في «بوابة الشروق» حول الإهانة التى تعرض لها الصحفيون، أثناء أداء عملهن في تغطية زيارة كلينتون، وبعد استضافة الإعلامي جابر القرموطي، بقناة (أون تي في) للزملاء ليتحدثوا عما تعرضوا له.
وفي المكالمة الهاتفية بكل من الزميلات الثلاث أعربت جولنر عن أسفها لما حدث في مكالمة هاتفية مع الزملاء، ودعتهم للغداء بصحبة أحد المسؤولين بالخارجية الأمريكية، مبررة ما حدث بأن أي مسؤول أجنبي من حقه أن يقرر الحديث مع صحفيي بلده فقط، إلا أن الصحفيات أبلوغها أن الأمر لا يتعلق بمواعيد ألغيت ولكنه يتعلق بأسلوب المعاملة غير اللائقة التي لاقوها من السفارة ومن فيكتوريا نولند المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية.
وحين أصرت الصحفيات الثلاث بضرورة تقديم اعتذار رسمي داخل النقابة في حضور عبير سعدي وكيلة النقابة؛ لأن الإهانة التي تعرضوا لها لم تبد وكأنها حادثة فردية ولكنه كان أداء عاما تجاه الصحفيين خلال زيارة كلينتون، رفضت كاتارينا، وقالت إنها "لا ترى داعيا لتصعيد الأمر"، مكتفية بتقديم اعتذار شفهي على الهاتف، ودعوة غداء مع المسؤول بالخارجية من أجل الاستماع لشكوى الصحفيين.
وظلت السفارة على مدار يومين، تحاول إقناع الصحفيين بقبول الاعتذار الشفهي على الهاتف، والاكتفاء بالشكوى للمسؤول الأمريكي المتواجد بالقاهرة، وفي نهاية الأمر أبلغها الزملاء الصحفيون أن الإهانة العلنية التي تعرض لها الصحفيون تتطلب أن يكون الاعتذار علنيًا وليس في الهاتف فقط، وأنه على السفارة إذا كانت ترفض لقاء الصحفيين بالنقابة أن تنشر اعتذارًا رسميًا على صفحة السفارة الأمريكية في مصر، فجاء رد كاتارينا بأن "التصميم على هذا الطلب لن يوصل الجانبين إلى أي حل، ورغم أنني أشك في الموافقة على ذلك سأقوم بإبلاغ رئيستي في العمل، ثم أبلغكم بما توصلنا إليه" ولكنها لم تقم بالرد حتى الآن، مما أظهر عدم جدية السفارة في الاعتراف بالخطأ الذي تم ارتكابه بحق الصحفيين المصريين.
وقالت السعدي، إنه رغم وجود رفض شعبي قوي لزيارة كلينتون الأخيرة لمصر إلا أن الزملاء الصحفيين تصرفوا باحترافية، وذهبوا إلى السفارة لتغطية فعاليات الزيارة بشكل موضوعي، ولكن الخارجية الأمريكية تصرفت تجاههم، بشكل يفتقر إلى تلك الاحترافية المهنية.
واستنكرت السعدي، قائلة: "أين الحديث الأمريكي عن حرية الصحافة وأهمية دور الإعلام؟! أم أنه يجب أن يكون الصحفي أمريكيًا كي ينال تلك الحرية المزعومة؟!"، مضيفة، أن ما حدث غير مقبول على الإطلاق، وأن النقابة تبحث الآن مقاطعة أخبار السفارة الأمريكية، احتجاجًا على موقفها الرافض للاعتذار للزملاء الذين تعرضوا للإهانة.