البداية كان برسالة تنظيمية على البريد الإلكتروني من المكتب الإعلامي للسفارة الأمريكية، يبلغونا بزيارة وزيرة خارجيتهم هيلاري كلينتون للقاهرة، ويطلبون منا نحن الصحفيين المختصين بأنشطة السفارة، تغطية فعاليات الزيارة. ومن بين الترتيبات أن كلينتون ستعقد اجتماعين صباح الأحد، وسيسمح للصحفيين بحضور أول خمس دقائق منها فقط، لكن من سيحضر هذا الاجتماع لن يتمكن من حضور افتتاحها للقنصلية الأمريكيةبالإسكندرية في وقت لاحق.
بالفعل قمت بالتنسيق مع زميلاتي ميريت إبراهيم من جريدة اليوم السابع، وبسنت زين الدين من جريدة المصري اليوم، بحيث أسافر أنا للإسكندرية، ويقمن بمتابعة الاجتماعات في القاهرة، لنفاجأ بطريقة تعامل سيئة معنا وحالة من عدم التنظيم.
في القاهرة وفي اليوم الأول من الزيارة، كانت الزميلة ميريت إبراهيم تقوم بمتابعة لقاء كلينتون مع نظيرها المصري محمد كامل عمرو، وفي هذه الأثناء توجهت ميريت بالسؤال الى المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند، عن أهم الموضوعات التي ستتم مناقشتها وغيرها من الأسئلة المعتادة في هذه المؤتمرات، لتفاجأ بنولاند تدفعها جانبا بطريقة مهينة وتقول لها "لا يوجد لدي شيء أقوله لك".
في اليوم التالي داخل السفارة الأمريكيةبالقاهرة، حضر الصحفيون حسب الاتفاق في حوالي الساعة الحادية عشر صباحا، لحضور أول خمس دقائق من اللقائين كما هو متفق عليه، إلا أنهم انتظروا حتى الساعة الثانية والنصف تقريبا، وفوجئ الصحفيون بمنعهم من دخول الاجتماع، ولم يسمحوا الا لصحفي واحد ومصور بالدخول الى الاجتماع المنعقد مع القيادات المسيحية.
وبالفعل صعد الصحفي والمصور وانتظروا خارج غرفة الاجتماع نصف ساعة، خرج بعدها احد مساعد كلينتون ليبلغهم بأنه المتواجدين بالاجتماع يرفضون دخول اي صحفي.
لاحقا وجد الصحفيون المصريون المنتظرون المسئولة الإعلامية للسفارة كاتارينا جولنر، تطالب المسئولين بإخراج الصحفيين بسرعة، لأن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند، ستعطي تصريحات لوفد الصحفيين الأمريكيين المرافق لها فقط ولا تريد أن يتواجد المصريون وبينما استعد المصريون للخروج قررت فجأة أن تبقيهم لأن نولاند كانت بالفعل بدأت الإدلاء بتصريحات، ولا يريدون للمصريين أن يمروا حتى من جوارها، وكانت النتيجة أن أخرجوا الصحفيين المصريين من باب خلفي.
أما في الإسكندرية، فرغم أني أكدت حضوري لحفل افتتاح القنصلية، وأرسلت اسمي واسم المصورة المرافقة لي، فوجئت عند البوابة بأنهم يرفضون دخولي لأن هناك زميلة أخرى من "الشروق"، مما يعني عدم وجود تنسيق بين مسئولى السفارة فى القاهرةوالإسكندرية.
هنا أريد أن أوجه كلمة للسيدة هيلاري كلينتون، التي قالت في كلمتها أنها تدرك أن الإعلام المصري "يبتكر في الحديث عن بلادها"، فى إشارة إلى تعمدنا نشر أكاذيب عن الإدارة الأمريكية، وهي أنه إذا كان بعض الصحفيين يكتبون ما ترونه غير صحيح عن بلادكم، فهذا لأنكم تبخلون بالكلمة وبالمعلومة، فإذا كنتم لا تثقون فى الصحافة المصرية ولا تريدون التحدث معها، فلتكونوا صرحاء في هذا الشأن وتعلنوه، إما هذا أو تحترموا صحفيي البلد التي تزورونها.