حكم الإدارية يربك الجميع.. وإلغاء الدورة المقبلة يهدد بسحب الصفة الدولية رزق الله: مستمرون فى عملنا والكرة الآن فى ملعب وزارة الثقافة خيرية البشلاوى: الوزارة لم تجاملنا.. وأخشى ضياع 8 أشهر من العمل الجاد مجدى أحمد على: لا أعرف سر تمسك الليثى ب«القاهرة» رغم فشله ب«الإسكندرية» محمد خان: على وزارة الثقافة التدخل لإنقاذ مهرجان مصر الأكبر تحقيق إيناس عبدالله وإياد إبراهيم: أثار الحكم الذى أصدرته محكمة القضاء الإدارى بوقف قرار وزير الثقافة منح تنظيم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى لمؤسسة «مهرجان القاهرة»، التى يرأسها يوسف شريف رزق الله، صدمة كبيرة لإدارة المهرجان الذى لم يتبق على إنطلاق فاعلياته سوى أربعة أشهر فقط.
إلغاء الدورة المقبلة ليس التهديد الوحيد الذى يواجه المهرجان، لكن التهديد الأكبر هو سحب صفة الدولية عنه، لا سيما فى ظل الصراع على تنظيمه، فضلا عن إلغاء الدورة الماضية نتيجة الحالة الأمنية التى أعقبت الثورة.
مؤسسة «مهرجان القاهرة» فى انتظار ما سيسفر عنه الطعن المقدم إلى المحكمة من جانب وزارة الثقافة، لكن العمل على إعداد المهرجان لم يتوقف ومستمر على قدم وساق.. هذا ما أكده الناقد يوسف شريف رزق، رئيس المؤسسة.
وقال رزق الله ل«الشروق»: الكرة الآن فى ملعب وزارة الثقافة وهى الجهة التى ستتعامل مع هذا الحكم لكن من جانبنا ما زلنا نعمل على خطتنا لاخراج المهرجان فى موعده حتى تبلغنا الوزارة بالموقف النهائى.
وأضاف: نحن بالفعل قطعنا شوطا كبيرا فى الاتصال بالضيوف ولجان التحكيم وتلقينا عشرات الأفلام ولجان المهرجان تعمل منذ شهور وسنستمر إلى أن نصل لموقف نهائى، موضحا أن هناك خطابات رسمية خرجت من المركز القومى للسينما وغرفة صناعة السينما موجهة لاتحاد المنتجين الدوليين لإخطاره بأن مؤسسة «مهرجان القاهرة» هى التى ستتولى تنظيم المهرجان، والاتحاد نفسه أدرج ملف مهرجان القاهرة على جدول اعماله فى اجتماعه بمهرجان «كان».
ولفت إلى أن الاتحاد أصدر بيانا يدعم فيه الدورة القادمة والمؤسسة التى ستقيمه وتمنى لها التوفيق خاصة بعد أن تأجلت دورة العام الماضى نتيجة لأحداث الثورة، محذرا من أن أى «شوشرة خارجية» ليست فى صالح المهرجان نفسه على الإطلاق.
وعن الموقف القانونى حاليا، قال رزق الله: «لدينا محام مشارك فى القضية وسيتولى التنسيق مع الوزارة لاتخاذ القرار المناسب فى الفترة القادمة»، رافضا الحديث عن منح المؤسسة تنظيم المهرجان بشكل سرى أو ودى كما يتردد.
وقال رزق الله: عندما قدمنا أوراقنا للمركز القومى للسينما لم يكن هذا فى الخفاء على الاطلاق.. فالمؤسسة قدمت ملفا كاملا يضم اللائحة والميزانية والأهداف وجميع تفاصيل المهرجان وتمت الموافقة عليها من لجنة تضم اسماء سينمائية كبيرة.
وأكد رزق الله «لم نكن المؤسسة الوحيدة التى تقدمت بل تقدمت معنا مؤسسة نون للثقافة والفنون والتى يرأسها الدكتور محمد كامل القليوبى وتمت الموافقة للمؤسسة على تننظيم مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية وكذلك تقدم سيد فؤاد وعزة الحسينى من خلال منظمة شباب الفنانين المستقلين وتمت الموافقة لهم على تنظيم مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية».
وعن تفسيره لاستبعاد جمعية «الكتاب والنقاد» من تنظيم المهرجان قال: كان هناك شرط واضح وهو ألا تكون المؤسسة أو الجمعية التى تتقدم لتنظيم أى مهرجان تتولى تنظيم أى مهرجان آخر لذلك تم استبعاد الجمعية، وكل التفاصيل كانت معلومة للجميع.
من جانبها قالت خيرية البشلاوى، نائبة رئيس المهرجان، إن الاتهام الذى وجه لوزارة الثقافة بمحاباة مؤسسة مهرجان القاهرة ليس صحيحا لأن الوزارة وضعت شروطا واضحة تقدمت المؤسسة على أساسها بالملف الخاص بها وجرى فحصة من لجنة مختصة قبل الموافقة عليه وكان من بين الشروط أن تكون المؤسسة أو الجمعة المتقدمة لا تنظم أى مهرجان آخر.وأكدت البشلاوى أن الأمر الآن أصبح فى «منتهى الخطورة»، فالمؤسسة تعمل منذ 8 أشهر تقريبا واستلمت دفعات من الميزانية وأجرت العديد من الاتفاقات مع لجان تحكيم وأخرى للمشاهدة والأخيرة تعمل بالفعل منذ أسابيع، كما خاطبنا الاتحاد الدولى للمنتجين للاتفاق على بعض التفاصيل وأى تغيير فى مصير المهرجان قد يهدد الصفة الدولية له.
اما مجدى أحمد على، رئيس المركز القومى للسينما، فأوضح أنه تم تكليف الممثل القانونى بالتقدم فورا بالطعن على حكم محكمة القضاء الإدارى والاستشكال عليه والمطالبة بوقف التنفيذ خاصة أن هذا أمر من الصعب تداركه فى ظل اقتراب موعد المهرجان.
وأوضح ان هناك أموالا كثيرة أنفقت على كل هذه الاستعدادات ومن الصعب جدا وقف المهرجان لأن هذا سيكون ضربة قوية لمصداقية البلد وللأسف الحكم لم يراع كل هذا، ومن هنا كانت المبادرة الفورية بالاستشكال واللجوء للإدارية العليا.
وأضاف على: لم نعتد من قبل على الدخول فى مواجهات قضائية بسبب مهرجان وأعترف أنه ربما نكون قد قصرنا فى الدفاع عن موقفنا أمام المحكمة رغم أننا الطرف الأقوى، بحسب قوله.
وأعرب عن دهشته من تمسك ممدوح الليثى، رئيس جمعية نقاد وكتاب السينما، بتولى إدارة المهرجان «وهو الذى فشل فى إدارة مهرجان الاسكندرية السينمائى بزعم أن جمعيته هى صاحبة الملكية الفكرية له».
وأشار إلى أن الحكم أيضا أكد أنه ليس من حق جمعية كتاب ونقاد السينما أن تتولى إدارة المهرجان خاصة أن تنظيمها لعدد من دوراته لا يعطيها حق الملكية الفكرية وبالتالى يجب أن تتقدم كغيرها من الجمعيات الراغبة فى تنظيم هذا الحدث. واستطرد: لقد استندت المحكمة فى أسباب حكمها إلى أن الجمعية التى يمثلها يوسف شريف رزق الله، لم تكن مستوفاة للشروط التى وضعها مجلس إدارة المركز القومى للسينما، حيث إنها كانت فى ذلك الوقت جمعية تحت التأسيس، ولم تكن مشهرة وقت تكليفها وهذا النص لم يلتفت إليه القاضى فلقد جاء فيه كلمة يقام بواسطة جمعيات مسجلة ولم نقل إنه شرط للتقدم وعليه فالامر لا يعد مخالفا كما قيل فى الحكم وهناك أسباب أخرى كثيرة نعترض عليها وسوف يتم إعلان كل التفاصيل فى مؤتمر كبير يوم الاثنين المقبل بالمجلس الأعلى للثقافة.
ونفى أن يعود المهرجان لوزارة الثقافة مرة أخرى قائلا: من اهم اهداف الثورة التى تحققت على يد عماد أبوغازى وزير الثقافة الأسبق أن المهرجانات تديرها الجمعيات الأهلية وليست جهات حكومية وعليه فنحن متمسكون بهذا والمهرجان قائم ولن يتم إلغاؤه وستواصل الجمعية المكلفة بالاستمرار فى مهام عمله ومثل هذه الصغائر لن تعيق اقامة مهرجان دولى كبير له اسمه وسمعته ويحمل اسم مصر.
كما أثار هذا القرار ردود فعل غاضبة ومستنكرة من بعض السينمائيين ومنهم المخرج محمد خان والذى قال: مندهش جدا لما يحدث وهذا القرار يضر بسمعة المهرجان وبالتالى مضر لمصر عموما امام العالم كله وعليه أطالب وزارة الثقافة بالتدخل فورا واعادة المهرجان لها كما كان الحال طوال السنوات الأخيرة حتى لا يتعرض للإيقاف فهذه ستكون المرة الثانية على التوالى أن يتم تأجيل إقامة الدورة وهو مهرجان عالمى له موعده المحدد والمعروف للجميع واحترام الموعد من احترام المهرجان والدولة المنظمة له.
أما الفنان عزت أبوعوف رئيس المهرجان الاسبق فقال: حينما قرات خبر حكم محكمة القضاء الإدارى بشأن مهرجان القاهرة السينمائى شعرت بصدمة كبيرة وكان وقع الخبر علىّ كارثى خاصة أننى كنت منذ نشوب هذه الخلافات وانا متوجس خيفة أن يحدث هذا الامر ولعل هذا احد اسباب ترددى فى تقديم الاستقالة من رئاسة المهرجان فلقد كنت أخشى أن يحدث ما لا يحمد عقباه وللأسف قد حدث.
نحن أمام أكبر حدث ثقافى فى مصر وللأسف يتم اللعب به بهذ الشكل الطفولى الذى لن يصب لصالح أحد وبالتأكيد لن يصب لصالح مصر خاصة أنه وارد أن تقوم المنظمة العالمية لاتحاد المنتجين بسحب المهرجان من مصر إذا لم تلتزم بالموعد المحدد لإقامة المهرجان فليس لدينا اى اسباب مقنعة ففى العام الماضى سافرت إلى مقرهم باعتبارى رئيس المهرجان ومعى سهير عبدالقادر نائب رئيس المهرجان وقدمنا لهم مبررات عدم قدرتنا على اقامة الدورة تأثرا بأحداث ثورة يناير وتفهموا الموقف ولكن لا يمكننا تكرار هذا الموقف مرة أخرى، ولولا خوفى أن يتم تفسير موقفى خطأ، لكنت تدخلت وحاولت أن أجمع جميع الأطراف على مائدة واحدة للحوار والوصول إلى حل فورى وسريع ولكن باعتبارى آخر رؤساء مهرجان القاهرة السينمائى فأخشى أن يتهمنى أحد بأننى «شمتان» فيهم أو أننى استغل الموقف لكى أعود فلم يتبق سوى 3 أشهر فقط على اقامة الدورة الجديدة للمهرجان وأطالب وزارة الثقافة التى قامت برعاية هذا المهرجان لأكثر من 15 عاما أن تتدخل.