مصير مجهول بات ينتظر الدورة المقبلة لمهرجان القاهرة السينمائى رغم أنه المهرجان الأول فى مصر.. فبعد أن وافقت إدارة المركز القومى للسينما على منح تنظيمه لمؤسسة يوسف شريف رزق الله، ثارت جمعية النقاد التى أسست المهرجان منذ 3 عقود وأكدت أن حق تنظيم المهرجان يخصها وحدها ويجب أن يعود إليها.. وبعد أن اقتربت مؤسسة رزق الله من البدء بالإعداد للمهرجان وحصلت على دعم وتأييد وزير الثقافة تحول الأمر برمته إلى القضاء حيث أقيمت أول جلسة فى الثامن من فبراير الجارى وتأجل الحكم إلى شهر مارس لحين إحضار المتصارعين على التنظيم الأوراق والمستندات التى تثبت حقه. طرفا النزاع ومعهما وزير الثقافة يتحدثون ل«الشروق» حول مصير المهرجان فى السطور التالية.
ممدوح الليثى: لن أتطاول على أحد.. وسنسترد المهرجان بالقانون
ممدوح الليثى رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما يدافع عن حق الجمعية فى تنظيم المهرجان ويقول: جمعيتنا أنشئت فى السبعينيات، وهى أول جمعية فنية فى مصر وأنشئت من قبل مهرجان مجاويش فى البحر الأحمر ثم مهرجان أسوان ثم القاهرة للسينما وهو المهرجان الذى كان يحقق نجاحا كبيرا منذ عام 72 حتى عام 86 ثم حدث خلاف بين كمال الملاخ رئيس الجمعية وقتها ومؤسس المهرجان عندما طلب دعما ماليا للمهرجان من وزارة الثقافة فطلبت الوزارة الإشراف على المهرجان مقابل الدعم وبالفعل تم الاتفاق على الإشراف مقابل الدعم إلى أن توفى الملاخ وحصلت الوزارة على المهرجان واستكملنا نحن دورنا الثقافى والأدبى.
وأضاف الليثى: عادت الوزارة وأرادت التخلص من جميع المهرجانات وطرحتها للجمعيات المستقلة، واكتشفت أن المهرجان ليس فى حوزتها واكتشفوا أنهم أداروا المهرجان وعينوا موظفين لإدارته دون تبعية حقيقية وهذا خطأ إدارى كبير، فراسلت الوزارة وطلبت إعادة المهرجان لنا مرة أخرى ولكن كانت لديهم النية لمنح المهرجان لأناس آخرين فاستعانوا بيوسف شريف رزق الله وبعض الأعضاء من جمعيتنا، ومنحوهم المهرجان ولم يقيموا مؤسسة من الأصل بشكل قانونى فأقمنا دعوى قضائية وقلنا إنهم ارتكبوا تلك المخالفة وطالبنا بحقنا.. والآن القضية تنظر وقدمنا كل مستنداتنا.
وأكد الليثى أنه أرسل خطابا لاتحاد المنتجين يبلغهم بأن مهرجان القاهرة تحت مسئوليتهم، وحول قيام إدارة المركز القومى باتخاذ الخطوة نفسها منذ فترة ولكن باسم مؤسسة القاهرة، قال: تعودنا على تلك الفوضى الإدارية فهم كيان غير قانونى ونحن كيان قانونى ولذا فالحق معنا.
وردا على بعض التصريحات التى قالت إن الجمعية لا تستطيع تنظيم المهرجان لأنها لا تستطيع حتى إخراج مهرجان الإسكندرية بشكل لائق فأجاب الليثى: لن أتطاول وسلاحى هو القانون ومن يسألنا ماذا فعلنا سأساله وماذا قدمت أنت؟.. نحن أنشأنا المهرجان وأقمناه 14 دورة ونؤكد أننا نستطيع والقانون معنا.
وأكد الليثى أنه لا يتخوف على مصير المهرجان أو أن يضيع هذا العام بسبب الصراع عليه، وقال إن الأمر برمته سيحسم فى 29 يوما ليس أكثر وبعدها سيبدأ التجهيز له، مشيرا إلى أن لديهم خطة لإقامته تأتى على رأسها تولى الفنان حسين فهمى رئاسة المهرجان بعد أن أبدى الأخير موافقته على المنصب، وهو، كما يقول الليثى «شخص ذو ثقل عالمى كبير ويملك آليات إدارة المهرجان».
الوزير يعترف: تعاملنا مع جمعية النقاد لم يكن محايدًا
وزير الثقافة الدكتور شاكر عبدالحميد أيد موقف يوسف شريف رزق الله، وقال إن الوزارة مستمرة فى دعم مؤسسة مهرجان القاهرة وبالفعل جرى الاتفاق على جميع التفاصيل الخاصة بإقامة الفعاليات فى دار الأوبرا المصرية، وهذا الدعم مستمر حتى إقامة المهرجان أو يجد جديد فى الأمر من خلال القضية المنظورة أمام المحكمة.
ولكن عاد عبدالحميد وأكد أن تعامل الوزارة مع جمعية ممدوح الليثى شابه عدم الحياد إلى حد ما ولكنه كوزير للثقافة يحترم أحكام القضاء وينتظر البت فيها.
رزق الله: انتهينا من جميع ترتيبات التنظيم.. ووزير الثقافة يدعم خطتنا
على الجانب الآخر يتمسك الناقد يوسف شريف رزق الله بحقه القانونى فى إدارة المهرجان، وقال إنه التقى وزير الثقافة شاكر عبدالحميد وأبدى الأخير تأييدا واسعا للمؤسسة لإقامة المهرجان واتفقا على كثير من التفاصيل ومنها أن مهرجان القاهرة سيقام بشكل شبة كامل داخل حرم دار الأوبرا مستخدما جميع مسارحها تقريبا ومثلا المسرح الكبير سيشهد كثيرا من الفاعليات وليس فقط الختام والافتتاح.. إلى جانب بعض العروض الخارجية.
ورفض رزق الله الحديث عن أى شىء إلا عندما يحسم القضاء الأمر، وقال إن الأمر بين الوزارة وبين جمعية النقاد ونحن قدمنا ملفا للمركز القومى عندما طلبوا وحصلنا على موافقة مجلس الإدارة على ملفنا وحققنا الشروط المطلوبة.
وأفصح رزق الله عن اجتماع سيعقده مع رئيس اتحاد المنتجين الدولى فى برلين يوم 14 فبراير لاستكمال باقى الإجراءات ولعرض خطة العمل، كما أن غرفة صناعة السينما وهى عضو باتحاد المنتجين أرسلت خطابا لتدعم المؤسسة فى تنظيمها للمهرجان وهناك أعضاء من الغرفة شركاء بالمؤسسة كمحمد حفظى وشريف مندور.
وأكد رزق الله أن إشهار المؤسسة انتهى تماما وسوف يتم إقامة مؤتمرا صحفيا فى شهر مارس للإعلان عن جميع التفاصيل.